رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 كميات الرسائل التى تصل  الى الانسان يوميا عبر مواقع التواصل الاجتماعى والواتس اب وغيرها من ادوات وبرامج الاتصال اصبحت امرا مزعجا وخطيرا.

وتزايدت بصورة اكبر مع انتشار فيروس كورونا  فمنها من يتحدث عن ايجاد علاج فيروس كورونا أو روشتات لعلاجه او اطعمة للوقاية منه  وفيديوهات لاطباء وصيادلة وممرضات  لانعلم عنهم شيئًا  قبل الازمة و معلومات عن وقائع  شهدتها سنغافوره وبلاد الواق الواق   وكلها   لايصدقها عقل طفل صغير .

وللاسف من يقوم بارسال هذه الرسائل وتمريرها للغيرمن المفترض فيهم الثقافة والعقل ولكن هذه الكمية الكبيرة جعلتنى اتذكر كلام حابى  فى مسرحية أمير الشعراء أحمد شوقى «مصرع كليوباترا»    يصف فيها الشعب المصرى :

اسمع الشعبَ (دُيُون)

كيف يُوحون إليه

ملأ الجوَّ هُتافًا

 بحياتيْ قاتليْه

أثَّر البهتانُ فيه

 وانطلى الزور عليه

يا له من بَبَّغاء

 عقله فى أذنيه

 نعم لقد تحولنا الى مجموعة من الببغاوات نردد الكلام دون نعقله ونعيد توجيه الرسائل دون النظر اليها وليست قراءاتها  والبحث عن مصدرها وما الهدف منها   لكن كل ما يفعله  هو ان ندوس على  تمرير ويمررها لكل ما عنده  من اصدقاء ومعارف.

واتذكر فى بداية أزمة كورونا  وصلتنى رسالة من اكثر من مصدر مفاداها ان طبيبا وجد دواء بكورونا وانه سيجعل مصر اغنى دولة فى العالم  ولم تمر لحظات حتى وصلتنى هذه الرسالة من الاردن  وأن الطبيب اصبح أردنيا، وفى المساء جاءت الرسالة من  فلسطين،  ولكن هذه المرة كانت طبيبة  ولم يمر يوم ورأيتها منشورة على الفيس عند احد الاصدقاء ان الطبيب من تونس كل ماحدث فيها تغيير البلد والكل مررها بدون حتى التأكد من صحة ما ورد فيها من معلومات.

فمن شير هذه الاخبار  واعاد تمريرها  لم يقرأها ولم يعمل عقله فى الكلام المكتوب وتحول كما قال حابى عقله  فى أذنييه في مثل هذه الوقائع.

ولكن هذه الحالة لم تكن  جديدة على الشعب المصر، فقبل كورونا كنا نروج بسهولة ويسر للشائعات التى يطلقها  المتربصون بنا  وهم يعلمون أن الشعب المصرى أصبح يردد الشائعة بدون ان  يفحصها او  يتمعن فيها بل وصل الامر انه  يرفض نفيها واستخدم الاعداء هذه الحالة فى النيل منا.

وهذه الحالة التى اصبحنا عليها ليس لها علاقة  بوسائل التواصل الاجتماعى  فهى اداة  نستخدمها فى الخير او نستخدمها فى الشر العيب فى المستخدم فقط لاغير   ولها ايضا علاقة بسيكولوجية الشعب المصرى   الذى  يعشق النميمة  وان يكون كل واحد فينا عالم ببواطن الامور وانه  له صديق مسئول كبير فى الدولة اخبره  بهذه المعلومات.  

وهى حالة يجب ان يعكف على دراستها علماء الاجتماع وعلم النفس وحتى الاطباء النفسيون وعلماء السياسة، ويقولون ماذا حدث للشعب المصرى،   فمنذ  تأليف مسرحية  كليوباترا  للشاعر الكبير احمد شوقى  فى بداية القرن الماضى  مازال المصريون يصدقون اى كلام يوجه لهم حتى لو كان  من الاعداء. 

اتمنى ان تبادر جهة علمية لفحص هذه الحالة  خاصة ان من يروج ويمرر هذه الرسائل غير المعقولة هم صفوة المجتمع من اساتذة جامعات  ومهندسين واطباء  ومديرو بنوك ومحاسبين وموظفين،  والاعجب ان كبار السن أكثر نشاطًا من الشباب فى هذه العملية   رغم خبراتهم فى الحياة.

 الحقوا المصريين  قبل ان يتحولوا بالفعل الى ببغاوات  وقولوا لهم  لاتجعلوا عقلكم فى أجازة فكروا فيما يرسل اليكم  قبل ان تمرروه لغيركم   لأن الوضع أصبح لا يطاق   واصبحنا  لا نستطيع التفرقة بين الحقيقة والشائعة.