عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الهدهد

موجة غضب عارمة تضج بها  منشورات  الفيس بوك والجروبات  المختلفة وعلى ألسنة الناس  تنهر الحظر وساعاته، وتشتكى وتئن من الجلوس فى المنزل وتصفه بالحبسة والسجن، النساء يرددن» اليوم بقى طويل قوى وزهقنا ومش عارفين نعمل ايه.. والوقت ممل، والرجال بدأ  الاكتئاب يتسلل إليهم بعد أن بدا لهم  أن الوباء باق ولن يغادر الدنيا إلا  ومعه ملايين  البشر.. والجلوس فى المنزل لساعات عديدة دون شغلة أو مشغلة أصبح معضلة!!

 الوقت الذى بات البشر يضجر منه الآن ويسبه وينعته بالملل والزهق  والحبسة، هو  الوقت الذى يمضى من أعمارنا يوما بعد يوم دون أن نحاسب  فيه أنفسنا، أو أن نغتنمه ونستثمره  ونستغله فى  التقرب الى الله، بالعمل  الصالح  والكلمة الطيبة،  دون ضياع اى جزء منة هباء منثورا.

   نحن كبشر لا نعى أهمية وقيمة الوقت ولا ندرك أنه من الأشياء الأربعة التى سنسأل عنها  يوم القيامة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ عَن عُمُرِه فيما أفناهُ وعن جسدِهِ فيما أبلاهُ وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ “، هل سألنا أنفسنا يوما كيف امضينا ساعات يومنا ، وفيما افنيناها..؟!!

للأسف الكثير منا  يستهلك أغلب وقته ايام كورونا وما قبلها فى متابعة مواقع التواصل، وأمام شاشات التلفاز ، وادمان الألعاب الإلكترونية، و الغالبية العظمى اتخذت من الجائحة حجة فى الانهماك والانشغال الزائد  فى المأكل والمشرب ، والبعض الآخر مازال يتفنن فى تشويه الوطن وإثارة الفتن ما ظهر منها وما بطن،  وتناسينا عن عمد أن اليوم الذى يمضى لا يعود.

 أمس غاب عن دنيانا أصدقاء واحباب وأقارب لدينا بالفيروس اللعين .. وقد نلحق بهم غدا، أو قبل غد. وعلى الرغم من ذلك لازالت النميمة والحقد والغل والمؤامرة تسكن قلوب لا تتعظ، ولا تفيق من غفلتها، ونلعن الوقت الذى منحة الله لنا ليكون طوق النجاة أوالفرصة الأخيرة لتوفيق اوضاعنا معه

لمن لا يعرف قيمة  الوقت  فهو أغلى ممتلكات الإنسان، ولعِظَم أهميّته  فقد أقسمَ به جلَّ وعلا فى فواتح بعض السُّور القرآنية عندما قال « والعصر، والضحي، والفجر، والليل» وكثير من الآيات التى تتضمن الساعة واليوم والشهر والسنة.

ومن أجل ذلك لا تسبوا الدهر لأن الدهر هو الله كما قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، اقتنصوا كل ثانية ودقيقة فى يومكم هذا، علموا أولادكم قيمة الوقت وفضله، لا تتركوا اليوم يمر دون أن تتركوا فيه أثرا طيبا نافعا لله ولكم وللوطن، أحسنوا الظن، اعملوا لآخرتكم كأنكم ستموتون غدا..

وكما قال قال الإمام الشافعى : تَزَوَّدْ مِنَ التّقوى فإنّكَ لا تـدرِى  إذَا جَنَّ لَيْلٌ هل تعيشُ إلى الفَجْـِر فَكَمْ مِن سَليمٍ مَات مِن غيرِ عِلّةٍ  وَكَمْ مِن سقيمٍ عَاشَ حِيناً مِنَ الدَّهْرِ وَكَمْ مِن فتًى يُمسى ويُصبحُ آمناً  وقد نُسِجَتْ أكفانُه وهو لا يَـدْرِي

[email protected]