بحر اللغة
العنوان كلمة تستحق الإبحار العميق فى مدلولاتها.. فلا يمكننا الوصول إلى مكان دون أن يكون لدينا عنوانه ، ولا مكان محدد دون عنوان إلا إذا كان بحرا أو محيطا ، أو صحراء..
حتى تلك المساحات المائية فى البحار والمحيطات ، والأخرى الصحراوية ، حدد لها العلماء عناوين لها على الخرائط ، وفقا للملامح والمحددات المميزة لها..
والإبداعات فى مجالات الفن المختلفة لا تتحدد إلا بعناوينها..
ولكم يستغرق العلماء والكتاب والمفكرون والمبدعون من الوقت لاختيار عنوان لإبداع ما ، تتوفر فى هذا العنوان كل عوامل الجاذبية والإدهاش ، ليقبل عليه الجمهور..
حتى المحلات وأماكن البيع والشراء يتم التفكير العميق فى اختيار عناوينها.. وليتنى أرى ذات يوم جهة مختصة تحاسب صاحب المحل على اختيار عنوانه ، لتحل العناوين العربية محل كلمات العناوين الأجنبية ، ولتعود كلمات مثل: الإخلاص والمحبة والأمانة والأخلاق....إلخ على واجهات المحلات...
ونحن إذ نقدم التحية للإذاعة المصرية فى عيدها الذى يؤكد عظمة هذا المنطلق لهذا الصوت ورسالته منذ 1934م حتى اليوم ، فى العام نفسه الذى بدأ فيه مجمع اللغة العربية بالقاهرة، فى أداء رسالته.. نقدم كل التقدير لصوت مصر الإذاعة ، التاريخ الحاضر والمستقبل ، إذ تحافظ على القيم الراسخة ، و هى مستمرة حتى الآن فى دقة الانتقاء والاختيار لعناوين برامجها وفتراتها الإذاعية ، وكلمات وعبارات نشراتها الإخبارية ، والغناء المذاع عبر موجاتها ، جميل الكلمات والأصوات والنغمات..
فالإذاعة ستبقى دائما مصر تتحدث عن نفسها...