رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاية وطن

الوعى والمناعة أغلى سلعتين على الساحة المصرية، هما من الأشياء التى لا تشتري، ولا تقدر بمال ولكنها تكتسب، وتتكون وتتراكم عندما تحتك بهموم الوطن، هناك هموم تضحك وهموم تبكى وكله على عينك يا تاجر منشور على حبال غسيل السوشيال ميديا.

الوعى أصبح يُستدعى على طريقة «يا مثبت العقل» التى نلجأ إليها عندما نواجه تصرفات غريبة لا يصدقها عقل أو عاقل، والنداء أو الرجاء  يكون لله وهو القادر على إعادة العقل الى مكانه بعد تعرضه لعملية سطو غير مسلح، ولكنه سطو استحواذى من كتائب إلكترونية تحاول اعتقال عقلك وتفرض عليه الاقامة  الجبرية داخل نطاق ضيق من التفكير، تمهيداً لإفراغه من محتواه وحشوه بأفكار مسمومة ليست قاتلة، ولكنها تعتمد على تشويه علاقتك بوطنك، وتجعلك تكفر بالإنجازات التى تتحقق وتحولها فى نظرك الى عقبات فى طريقك، هذه الكتائب التى تحاول احتلالك، وتحويلك إلى آلة أو روبوت أو جهاز الكمبيوتر لتنفيذ رغبات أشخاص يتحكمون فى الزر لا تبحث عن مصلحتك، ولا لحل مشاكلك، ولا لتحقيق حلمك، ولكن لتصور لك النور ظلاما، والقمر عتمة، والنهار ليلا دامسا، وجيرانك تحاول أن تجعلهم فى نظرك أعداء، وشركاء الوحدة الوطنية منافسين لك فى الاستحواذ على الوطن.

هذه الكتائب الإلكترونية التى انتشرت على السوشيال ميديا وقنوات الضلال والبغى تعرف بحروب الجيل الرابع، وهى سلاح أهل الشر والضلال والخراب والخيانة الذى تريد أن تضعه فى يدك لهز ثقتك فى الدولة والحكومة والمؤسسات، وكلما زادت الجرعة، وزادت استجابتك لها تدفعك للخروج الى الشارع تدعو للخروج ضد السلطة، وهذا هو مبتغى هذه الجماعة الفاجرة لتنفيذ مخططها فى إسقاط الدولة بعد فشلها فى تحويلها الى إمارة يرتدى أهلها الجلباب والشبشب ويحملون الفئوس لتطيير رؤوس التماثيل لأنها حرام وحرق العلم لأنه قطع قماش لا قيمة لها، وتفكيك الوطن لأنه تراب بلا قيمة.

هذا السلاح الذى تلعب به الجماعة الضالة هو السلاح الاحتياطى الذى تشهره نحو عقلك بعد فشلها فى حرق الوطن بالذخيرة الحية والعبوات والأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة التى استهدفت بها جيشك وشرطتك وقيادات الدولة ومؤسساتها وبنيتها الأساسية وكنائسها ومساجدها وشيوخها وقساوستها، فشلت الجماعة الفاشلة، فى تنفيذ مخططاتها الإرهابية عن طريق الدم والنار لأنها وجدت من يتصدى لها من أبطال القوات المسلحة والشرطة، فقررت استخدام سلاح أخطر فى نقل معركتها الى المواطن عن طريق إجراء عمليات غسيل مخ مستخدمة فيها أدوية رخيصة مصنوعة فى بئر الخيانة تحت إشراف مفتى الضلال وزبانيته فى قطر وتركيا ومنهم فى مصر، وتتكون هذه الأدوية من خليط من الشائعات المغرضة الكاذبة والأخبار التى تعتمد على تزييف الواقع ولى الحقائق، للشوشرة على الجهاز المناعى لإضعافه وخفض الروح المعنوية لدى الشعب وسلبه عزيمته، وإيهامه بتخلى الدولة عنه، وتصنيف البشر درجات طبقة سوبر، وأخرى ممتازة، وجيد، وضعيف، وتحت خط الحياة.

تمارس جماعة التطرف هذه الحرب المستفزة للأعصاب والمغذية لهرمون إشمعنى والمروجة للإحباط واليأس وعدم الثقة والمغذية لروح الانتقام، وتفشى روح الحقد وهى تعلم أنها عصابة تضم تجار الدين والهوى وعبدة المال ولاعقى النعال وزبائن المواخير، والقتلة بأجر، وهى لا تعلم أن تصرفاتها وحركاتها مكشوفة، وأنها من خلال هذه الحرب البائسة فالشعب كشف حركاتها التى لا تزيده إلا ارتفاعا فى نسبة الوعى الذى يساعده  على تقوية جهاز المناعة، وأن الشعب يخوض حربه التى تحاول جماعة الإرهاب فرضها عليه كما خاضت وتخوض القوات المسلحة والشرطة حرب الكرامة والشرف فى الثأر للشهداء وتطهير البلاد من العناصر الخائنة. وكما يرفع أبطال القوات المسلحة هتاف خلى السلاح صاحي، فإن الشعب لا بد أن يتسلح بسلاح الوعى الذى يساعده على كشف ما هو أخطر من القنابل والأحزمة الناسفة، ويرده إلى أصحابه الخونة، الوعى هو السلاح الأقوى فى مواجهة محاولات الوقيعة بين الشعب والدولة خاصة فى زمن «كورونا» الذى حول السوشيال ميديا الى سرادقات عزاء، وإلى نشر الشائعات لتدمير الروح المعنوية لجيش مصر الابيض، وهم الأطباء وأطقم التمريض الذين يقاتلون فيروس كورونا ويحاولون منع غزوه لأجساد المصريين، كتائب الإخوان تحولت الى شياطين توسوس فى صدور ملائكة الرحمة، وتشن هجوما شرسا على وزارة الصحة الهدف منها قتل المصريين بالكورونا عندما يتخلى الأطباء عن واجبهم الإنسانى الذى تحول الى طوق فى عنق المصريين جميعا وفى مقدمتهم القيادة السياسية.

أتوقع أن ملائكة الرحمة عندهم الرد الجاهز على محاولات جماعة الضلال للوقيعة بينهم وبين وزارة الصحة وهو أن مواجهتهم لـ كورونا وعلاجهم لكل الأمراض الأخرى هو واجب وطنى ومهنى لن يتخلوا عنه، وسوف يردون على الشائعات المغرضة بمواصلة الكفاح فى مستشفيات العزل لتعزل الإرهاب والمرض فى وقت واحد.