عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضوء فى آخر النفق

 

- ليس معنى أن أحداً عمره واحد وثمانون عاماً أن ننكر عليه الحق فى الحياة..أو أنه يجب عليه الكف عن التمسك بها والتمتع بمباهجها، خصوصا إذا كانت حياته ممتلئة بالشهرة والثروة والنفوذ. بل من الطبيعى أن من يتمتع فى حياته بكل هذه الإمكانيات، يكون الأحرص على التمسك بالحياة، ولو أمكنه شراء أعمار تضاف إلى عمره: قد يشترى قلباً وربما  كلباً، قد يشترى حباً أو زوجاً جديداً.. رجلا كان أو حذاءً.. المهم أنه يطبق المثل العامى المشهور. اللى يلاقى الدلع وما يدلعش حرمت عليه عيشته.

-أن يقضى طبيب شاب نحبه، بعد أن رسمت فرشاة الكورونا علامات جنونها على رئتيه، فهذا ليس خطأ الممثلة رجاء الجداوي، التى نجحت -بعد أن ضربها الفيروس نفسه - فى النجاة بنفسها وأمكنها تلقى العلاج والتعافى فى أحد المستشفيات الحكومية، لكن الخطورة أن تحدث أزمة شديدة فى أوساط الأطباء، بعد أن ترددت أنباء عن أن وفاة الطبيب الشاب نجمت عن التقاعس فى تطبيق البروتوكول العلاجى بحقه بعد أن شكا من أنه قد يكون حاملا للفيروس!

 الطبيب الشاب الذى كان يُعالج مرضى الكورونا، وشبع معنا غناءً، على إيقاع تلك الإعلانات البلهاء التى تتغنى بجيش مصر الأبيض -وهو تعبير ممجوج فمصر ليس بها سوى جيش واحد فقط- تردد أنه  حفيت قدماه وهو يتسول حقه فى الخدمات  الطبية من زملائه، فلا وزارته آزرته، ولا نقابته أمكن لها المساعدة لإنقاذه، ولم يفلح شيء معه، سوى أن يموت مصحوباً بدعوات الملايين له!

المؤسف فى القصة أن وزارة الصحة لم تقرر التحقيق فى الواقعة إلا بعد خراب مالطة، وامتلاء الفضاء الاعلامى بكافة وسائله  بمعلومات متضاربة عما تعرض له الطبيب، وصلت إلى حد المطالبة  بإقالة الوزيرة واتهام النقابة بالتحريض، وزاد الطين بلة أن أحد الأطباء تقدم باستقالته احتجاجاً!

البروفيسور د. محمد مزيّد قال لى معلقاً على قرار التحقيق : الفيروس يقتل بعض الناس ..أول المعرضين للعدوى واحتمالية الوفاة هم الأطباء المعالجون.الطبيب مات كما زملاء له من قبله ومن بعده ..المتسبب هو الفيروس..يغلق التحقيق ولا إدانة لأحد..هذه ليست جريمة قتل  لكى يحقق فيها....

التحقيق يكون مع المسئولين عن توفير كل مستلزمات الأمان والوقاية ..هل هى كافيه ووفيرة؟ هل الأطباء تحت الفحص للتأكد من سلامتهم باستمرار؟هل هناك مركز مجهز يحول إليه الطبيب المصاب لتلقى العلاج وعزله عن زملائه ومرضاه وأهله..؟؟ كيف وأين؟

هذه ثلاثة أسئلة «كان مفروض عملنا حسابهم من بدرى جدا عند التخطيط الأولى»...والمسئولية  على عاتق المستوى الأعلى بالوزارة...هل التحقيق سيشمل الطبيب الشهيد  وزملاءه المصابين معه لو تم  التحليل لهم  جميعا ؟ التحقيق مع من وبمعرفة من  ومن أجل ماذا ومن أجل من؟ حسبنا الله .انتهى كلام البروفيسور مزيّد.

المؤسف أكثر أننى رغم امتلاء اجهزة الإعلام ووسائلها المتنوعة بطوفان من الأخبار عن أساليب الوقاية، وجدت رأسى مزدحماً جداً بهذا الركام الكثيف، ومع هذا لا أعرف حتى الآن ماذا أفعل إذا ضربنى الفيروس اللعين؟ ترى هل تعرف  أنت؟

[email protected]