عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

تتعامل الولايات المتحدة الأمريكية مع السودان هذه الأيام، على طريقة صاحب المطعم الذى رفع لافتة على الباب تقول: الطعام غداً بالمجان!.. وكان كلما جاءه زبون فى اليوم التالى ليأكل مجاناً، حسب وعد الأمس، لفت الرجل انتباهه إلى أن ذلك سيكون غداً!.. فإذا جاء الزبون مرة ثانية بعدها بيوم كان الجواب هو نفسه، وهكذا إلى ما لا نهاية، لا لشيء إلا لأن كل يوم له غد جديد على الدوام!

وهكذا تفعل الولايات المتحدة منذ وعدت الحكومة السودانية الجديدة برفع اسم السودان من قائمة الإرهاب.. ففى أيام حكم عمر البشير كانت واشنطن قد وضعت الاسم فى القائمة!

ولكن تصريحاً صدر مؤخراً عن تيبور ناجى، مساعد وزير الخارجية الأمريكى للشئون الإفريقية، يشير إلى أن رفع الاسم من القائمة لن يكون مجانياً، ولن يتم لوجه الله تعالى، ولن يكون دون مقابل، بما يعنى أن ذلك سيكون بثمن وستكون هناك مطالب تطلبها إدارة الرئيس دونالد ترمب!

قال مساعد الوزير الأمريكى، إن رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب، عملية تشمل فروع الإدارة الأمريكية كلها ولن تتم بكبسة زر!

والتصريح كما ترى يدل على أن الموضوع ممتد، وأن كل فرع من فروع الإدارة الأمريكية، سوف يكون له رأى وتقدير، وأن على هذه الفروع كلها أن تبدى رأيها وتضع تقديرها.. وبعدها لا قبلها.. يمكن النظر فى القضية لاتخاذ قرار رفع الاسم، أو الإبقاء عليه كما هو لحين النظر من جديد!

والمعنى أن العملية سوف تطول، وهى لن تطول بلا هدف، وإنما ستكون هناك أهداف محددة، وستتمثل هذه الأهداف فى مطالب من نوع ما، سوف تضعها الإدارة الأمريكية أمام حكومة الدكتور عبدالله حمدوك فى الخرطوم، وسيكون على الحكومة أن تستجيب لأنها تعرف ثمن عدم الاستجابة!

وهذه المطالب ستكون سياسية فى الغالب، وستكون تجلياتها من نوعية اللقاء الذى تم فى أوغندا مطلع هذه السنة، بين الفريق عبدالفتاح البرهان، رئيس المجلس السيادى الانتقالى السودانى، وبين بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية!

لقد كان لافتاً وقت اللقاء، أنه تم بعد اتصال تليفونى جرى بين مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكى، وبين الفريق البرهان الذى قال إنه لقاء يحقق المصالح القومية السودانية!

ولا أحد يستطيع تخمين الخطوات التى سيكون على حكومة حمدوك قطعها، قبل أن تصل الى مرحلة كبسة الزر فى العاصمة واشنطن؟!.. ولكن ما أعرفه أنها حكومة وطنية وأنها قادرة على أن توازن بين الخطوات وهى ذاهبة الى هذه المرحلة!