عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

 

 

لو تحولت الفرحة إلى إبرة مخبأة فى كوم قش، لبحث عنها «السيسى» وقدمها إلى المصريين، ما فعله الرئيس فى الثلاثة أيام الماضية يشبه رمية ثلاثية بثلاث نقاط فى سلة الإنسانية، انطلقت بعدها صفافير الشكر والامتنان، وجرت معها دماء الثقة فى عروق توقع أصحابها أن تجف خوفاً من شىء ما.

«ما تخافوش»، كان أحد تعهدات «السيسى» للمصريين بعد توليه السلطة، عندما اكتشف أن جماعة الإخوان الإرهابية قرروا تنفيذ تهديداتهم للشعب ورفعوا شعار:  «يا نحكمكم يا نقتلكم» انتقاماً من المصريين الذين لجأوا للقوات المسلحة لتخليصهم من الحكم الفاشى، ساعتها قال «السيسى»:  حياتى وحياة الجيش فداء للشعب المصرى. وأبحرت سفينة الوطن يقودها ربان حاز ثقة الشعب، لأنه كان صادقاً معه منذ ضربة البداية.

الصدق هو أقصر الطرق إلى بلوغ الحقيقة وتحقيق الأهداف، وكسب ثقة الشعب، كان «السيسى» صادقاً وهو يقدم برنامج الإصلاح الاقتصادى كدواء لا بد من تجرعه كشرط للوقوف على أولى درجات التعافى تقبله المصريون وتحملوا مرارته وقسوته، ونجح الإصلاح من خلال يد تبنى ويد تمتد إلى الفئات المتضررة لمساعدتها على مواصلة الرحلة الشاقة، لم يصدق العالم أن مصر تستطيع أن تجرى هذه الجراحة الصعبة وهى خارجة من ثورتين، وبعد النجاح باركت لنا جميع الدول الكبرى والمؤسسات الاقتصادية العالمية على عبورنا عملية الإصلاح الاقتصادى وحولت تجربتنا إلى عقار طبى نصحت به الدول التى تحاول صعود درجات الإصلاح الاقتصادى بتناوله.

صانع الفرح طمأن المصريين بعد خوف، ووجّه القوات المسلحة باستخدام القوة الغاشمة ضد العناصر الإرهابية، وتحول مصطلح «ما يحدث فى سيناء» الذى هدد به أحد عناصر الجماعة الإرهابية إلى صالح القوات المسلحة المصرية والشرطة فى تصفية العناصر الشريرة، فما يحدث فى سيناء اليوم هو عملية تنظيف لصحراء سيناء من زبالة الجماعة الإرهابية الذين خانوا الوطن، وتحولوا إلى أداة للقتل والتخريب مقابل الأموال.

حتى فى أزمة «كورونا»، طمأن «السيسى» المصريين بأن مصر ستعبر منها، وأن مال الدنيا لا يساوى صحة مواطن يمسه الضر، ومع توابع «كورونا» امتثل المصريون للإجراءات الاحترازية ومر العيد بدون احتفالات، ولكن الرئيس حرص على مواصلة طقوسه فى إدخال البهجة إلى قلوبهم، وأمر بتوزيع الهدايا على أسر أبطال الجيش الأبيض الذين يواجهون المرض الفتاك، وأسر أبطال القوات المسلحة والشرطة الذين تصدوا بصدورهم لرصاص وقنابل عناصر الإرهاب، ولم ينس «السيسى» السجناء فأمر بالإفراج عن دفعة جديدة قوامها 5532 سجيناً بمناسبة عيد الفطر لمن استوفوا شروط العفو للاحتفال مع ذويهم بأيام العيد.

وكما أن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى، فإن الحرية تاج على رؤوس الطلقاء لا يراه إلا المقيدة حريتهم، فما أجمل الحرية وما أقسى السجن حتى ولو كان فى قصر منيف لكن الذى يخطئ، فلابد أن يأخذ جزاءه بالقانون والمحاكمة العادلة، وقرر «السيسى» منذ فترة تطبيق أطر السياسة العقابية بمفهومها الحديث، وتفعيل الدور التنفيذى لأساليب الإفراج عن المسجونين.

وخرج بعض السجناء وتنفسوا عبير الحرية بعد قيام وزارة الداخلية بتأهيلهم ومساعدتهم على الاندماج فى المجتمع من جديد وسجد الجميع أمام بوابة السجن شكرا لله ووجهوا الشكر لرئيس الدولة الذى يطبق العفو الذى هو من صفات الله، وانطلقت صيحات الله أكبر، وهتافات تحيا مصر أمام بوابة السجون.

مصر تدير شئونها وتقرر ما تراه واجب الأداء، لا يستطيع أحد أن يملى عليها شروطه، وعندما تقرر الإفراج عن بعض السجناء، فذلك يتم بعد فحص وتدقيق وتطبيق شروط العفو بدون النظر إلى أسماء معينة، وعندما يقرر رئيس مصر إدخال الفرحة والبهجة إلى قلوب مكسورة، فإنه يؤديها بدافع إنسانى، وقلب أب ومسئولية راع، وقرار قائد، وحق طفل يتيم يجد من يربت على كتفه، ويساعده على أن يشد عوده ويتحول إلى عنصر صالح فى المجتمع يقتدى بأبيه، الذى قدم لمصر حياته، وفى المقابل تقدم مصر لهؤلاء الأبناء كافة الرعاية.

الحاكم العادل يسعد شعبه ويبدد مخاوفه، ويقدم لهم المستقبل بإشراقه مهما كانت كثافة الضباط الذين تسير فيه طائرة الوطن أو عتوّ الأمواج التى تمر بها السفينة، هكذا «السيسى» يهدى الأمل للمصريين، وهذا المنهج جعل المصريين يثقون فيه، وفى بكرة وبعده، ويواجهون الأزمات بدون خوف ولكن بحذر.