رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تخوض مصر مرحلة الذروة في تعاملها مع فيروس «كورونا المستجد» أو المعروف علميًا باسم «كوفيد ١٩» ليست ذروة إصابات المرض فقط ولكنها ذروة الأوضاع بشكل عام ومرحلة فارقة في عمر الوطن نريدها أن تمر بسلام أو بأقل الخسائر الممكنة فالخسارة حتمية للجميع وكلنا شهدنا جزءًا منها بدرجات متفاوتة.

ويكشف البيان اليومي حول إصابات «كورونا» في مصر والذي تصدره وزارة الصحة عن ناقوس الخطر في المرحلة المقبلة فتحليل بياني بسيط لمعدلات الإصابات يوضح حجم التراخي من جانب المواطنين وعدم الالتزام بتعليمات الحكومة لعبور الأزمة فتجاوزت مصر حاجة ١٠ آلاف إصابة وكل يوم ترتفع نسب الإصابات عن سابقه فأصبحنا نسجل ١٠٠٠ إصابة في غضون يومين أو ثلاثة بعد أن سجلنا أول ١٠٠٠ منها في أكثر من شهر.

ما أخشاه على مصر والمصريين هو الذهاب لنقطة اللاعودة نقطة لن تعود الحياة بعدها كما كانت حين تصل الإصابات لمعدلات يومية يصعب على نظامنا الصحي استيعابها وتكون الوفيات بالمئات وتجنب الوصول لهذه النقطة يحتاج وعي الشعب قبل إجراءات الحكومة فهناك الكثير من الممارسات غير السليمة في تعاملاتنا اليومية لابد من تغييرها، فالكل عرضة للإصابة وعلينا جميعًا أن ندرك ذلك ونتعامل وفقًا له.

وتكمن المعادلة الصعبة في أن الفيروس دفع العالم كله ومن بينه مصر إلى خيارين لا ثالث لهما في ظل عجز العلم عن التوصل لعلاج له، يتمثل الخيار الأول في الحفاظ على صحة المواطنين ولكنه يدمر الوضع الاقتصادي ومن لم يمت بالمرض سيموت جوعًا والخيار الثاني عكس السابق فيتمثل في الحفاظ على الاقتصاد لاستمرار الحياة وفِي ذلك معضلة بالنسبة لصحة المواطنين.

في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة المصرية إلى الفتح التدريجي لدولاب العمل عقب عيد الفطر المبارك، يجب أن نضع نصب أعيننا تجارب الدول المحيطة فهناك الكثير من الدول التي ألغت قرارات فك قيود الحظر بعد أن شهدت ارتفاعا في أعداد الإصابات من جديد.

ويبدو أن أزمة فيروس «كورونا» اللعين ممتدة ومستمرة معنا على أقل تقدير حتى نهاية العام الجاري، فالسيناريوهات المتفائلة لمنظمة الصحة العالمية لا تتوقع إنتاج دواء أو لقاح فعال لـ«كورونا» قبل عام من الآن وهذا ما يدفعنا إلى محاولة التعامل معه بالتعايش وفق أدق الإجراءات الاحترازية والوقائية.

فلنكن صادقين مع أنفسنا اقتصاد مصر لن يستطيع تحمل استمرار الخسائر التي واجهها خلال الأشهر القليلة الماضية منذ ظهور الوباء والطعام أساس الحياة ولابد من استمراره ولا يمكن استمرار وضع التطور في الأزمة على الصعيد الصحي أو إهماله والتركيز على الاقتصاد فقط، والحل هو الوعي والتزام المواطنين بخطة للتعايش تضمن في المقام الأول السيطرة على وضع الفيروس لحين ظهور علاج كما تضمن دوران عجلة الاقتصاد من جديد.

---

 مساعد رئيس حزب الوفد للتخطيط الاستراتيجي