رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نحو المستقبل

حينما هل علينا هلال شهر رمضان المبارك توقعت وربما توقع غيرى أن تخف التجمعات وأن يقل أعداد الناس فى الشوارع والمولات والأسواق على اعتبار أن الصيام سيجعلهم يفضلون الجلوس فى المنازل للبعد عن خطر كورونا من جانب ولجعله شهرا للتفرغ للعبادة من جانب آخر فنكون قد ضربنا عصفورين بحجر واحد، لكن جاءت الرياح بما لاتشتهى السفن. وكان من الطبيعى اذًا أن يزداد انتشار عدونا اللدود الملقب بالمستجد وأن يرتفع عدد الاصابات به فتتضاعف فى رمضان فبعد أن كان حاجز الاصابات قبله لا يتجاوز المائتى اصابه يوميا  أصبح يتجاوز الاربعمائة حالة يوميا، بل لامس فى أحدها حدود الخمسمائة اصابة. فماذا يعنى ذلك هل نتجت هذه الزيادة المضاعفه عن الزحام الشديد الذى شهدته الأسواق، خاصة الشعبية منها لشراء مستلزمات الشهر الكريم أم زادت نتيجة الزحام الشديد الذى شهدته بدايات الشهر الكريم فى المواصلات العامة نتيجة لمحاولة العاملين والموظفين اللحاق بالافطار فى بيوتهم؟! أم زادت فى واقع الأمر لأن أحدا لم يلتزم فى هذا التزاحم بالشروط الحمائية مثل ارتداء الكمامات الواقية والجوانتيات الحامية من الفيروس والتقاط العدوى؟!

أعتقد أن كل تلك الاسباب وغيرها تضافرت لتجعلنا أمام حقيقة واضحة هى أن توقعات انحسار الغمة وقلة عدد الاصابات بالفيروس اللعين فى رمضان راحت هباء وأن عدد الاصابات اليومية المكتشفة فى ارتفاع تصاعدى رغم أن الجميع يعلم أن الأجهزة المعنية بمقاومة الفيروس ومواجهة تحديات هذه الجائحة لا تملك القدرات التى تجعلها توسع من دائرة الاشتباه والكشف عن الملايين وليس عن الآلاف يوميا!!

 ولذلك فالجميع يعرف أن هذه الأعداد اليومية للاصابات التى تسجلها وتعلن عنها وزارة الصحة ليست هى كل مالدينا من حاملى المرض بل ربما تتعدى الاصابات به أضعاف ما اكتشف منها وما أعلن عنه. والدليل على ذلك ببساطة أننى فى بداية انتشار المرض والاعلان عنه وعن سرعة انتشاره ومدى خطورته لم أكن أعرف بل لم أكن أسمع عن أية اصابات فى المحيط الاجتماعى الذى أعيش فيه، إذ لم أسمع عن أى اصابات به بين المحيطين بى وبين من أعرفهم سواء من المجاورين لى فى  المنزل أو فى الشارع أو فى الحى أو فى العمل أو حتى فى القرية التى نشأت فيها، والآن بدأت أسمع عن أنه قد أصيب به بعض من كل هؤلاء فأصبحت أشعر للأسف الشديد أن الخطر أصبح يقترب منى شيئا فشيئا وأن دائرة انتشار المرض أصبحت متسعة وأصبحنا كمصريين مهددين جميعا رغم كل ما اتخذته الدولة من اجراءات حمائية ورغم كل الجهود المبذولة من وزارة الصحة والجهات المعنية وهى جهود جبارة ومشكورة.

والآن ونحن سنحتفل بعيد الفطر بعد أيام قلائل ما الحل؟! ماذا نحن فاعلون كدولة وكأفراد مع عاداتنا المعروفة فى الاحتفال بالعيد السعيد وهى كلها عادات ترتبط بالتجمعات والاختلاط فى كل مكان؟! هل سنقول «خليها على الله» ونخرج ونحتفل كالعادة؟! أم سنبقى بالمنزل مختارين طائعين؟! وهل ستظل سياسة حكومتنا الرشيدة عند حرصها على استدامة العمل وترك حرية الحركة للجميع  مع  أخذ الاحتياطات الوقائية والاجراءات الاحترازية التى لم تؤت النتائج التى كنا نتوقعها حتى الآن؟!!

الحقيقة التى أراها واضجة جلية فى ضوء ماسبق أنه لابد من اتخاذ اجراءات أكثر قوة وصرامة من قبل الحكومة وهى بلا شك مسئولة عن حماية مواطنيها والعمل على كسر حدة انتشار هذا الوباء اللعين. إن الاجراء الذى ربما يكون موجعا لكنه يبدو ناجعا هو فرض الحظر الشامل للتجول الأسبوع الأخير من رمضان ومعه أيام العيد الثلاثة ومن ثم لنكن جميعا على مستوى الوعى بخطورة الوضع الذى نمر به، ولنحتفل جميعا بالعيد داخل منازلنا فى هدوء! ولعل الالتزام بالحظر الشامل هذه الأيام العشرة يقضى على دورة انتشار الفيروس وتقل الاصابات به ويخرج المتعافون من العزل ولننعم بعد ذلك باعلان ننتظره بشغف «لا توجد اصابات فى مصر اليوم» ومن ثم ننجح فى القضاء على هذا العدو الخفى وننجو من خطر الموت على يديه!! ولنحتفل ما شئنا بعد ذلك بالعيد الحقيقى عيد القضاء على فيروس كورونا المستجد!!!

[email protected]