عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

الحرب اليوم سلاحها خفي تعتمد على الفكر والنفس ، لا نراها بل نشعر بها ونرى نتائجها ولا نعرف أسبابها ، ولا يمكن التصدي لها الا بنفس السلاح المعتمد على الوعي، ففي الوقت الذي انحرفت الدراما عن أهدافها الحقيقية ، في الوقت الذي عادت فيه الدراما لرسالتها الأساسية الا وهي تنمية الوعي لدي المواطنين ، ففي الوقت الذي كنا نشاهد شريط أحمر يُكتب فيه هجوم الجماعات الارهابية على كمين بسيناء وراح ضحيتها شهداء الوطن الأبرياء من رجال الجيش والشرطة ، كان البعض لا يتأثر لانه لا يعلم ماذا حدث وكيف حدث وما آثاره ونتائجه وما هي التضحيات التي يقوم بها هؤلاء في سبيل حماية الوطن وفي سبيل ان نعيش بآمان.

لقد عالج المسلسل العديد من المسائل الهامة فهو من ناحية وضح للجميع حقيقة ما يحدث في سيناء ومن ناحية آخرى حقيقة تلك الجماعات الأرهابية وأفكارهم ، ووضح نقطة هامة وهي: ان كل مهنة بها الصالح والفاسد ، فبالرغم ان الشهيد البطل أحمد المنسي خريج كلية حربية وايضًا الارهابي التكفيري عشماوي الا ان الفرق شاسع بينهم، ليس فقط الفكر بل النشأة ، فالشهيد البطل نشأته سوية بيئة صالحة اب وام صالحين متدينيين دين صحيح، دين يُسر وليس عُسر، دين رحمة وحب وليس دين تكفير الغير وتحريف آيات الله وتفسيرها بما يتفق مع آهوائهم ومصالحهم! وهذا يدل على ان الأسرة تلعب دورًا هامًا في حياة الطفل وهي بمثابة التحصين له ضد الهجمات التي يتعرض لها من المجتمع الداخلي والخارجي، كما أن هناك أسلحة دراما شاملة متمثلة في البرامج والمسلسلات والافلام والاعلانات ايضًا ، نستطيع من خلال مسلسل واحد فعل ما لا تستطع الاسرة والمدارس والجامعات فعله .

 وايضًا نستطيع بناء ما تم هدمه من خلال أعمال الدراما السلبية، فمسلسل الاختيار أعطي دروس للكل وعمل على بناء عقل المشاهد واعادة وعيه ، فمن المعلوم ان التعليم عن طريق العين اي صور وفيديوهات يركز في ذهن المشاهد أكثر من المقروء، فكان من اللازم ان يصل للجميع تضحيات رجال الجيش والشرطة، وخاصة للأجيال القادمة الذين لا يعلمون شيئًا عن تلك التضحيات، كما أن المسلسل أظهر أن للأسرة عامل كبير في نشأة الطفل نشأة سوية سليمة كما حدث مع البطل الشهيد أحمد منسي ، بعكس التربية الخاطئة التي نشأة فيها الارهابي التكفيري هشام العشماوي ، وكيف تلقى تعاليم الدين الخاطئة ، فالدين أفعال وليست اقوال ، الدين معاملة حسنة ، فالكلية مُكملة لما تربى عليه الطفل وخير دليل كلاهما تخرجوا من كلية واحدة ولكن احدهما وطني متدين بحق ، والآخر ارهابي وتلقى تعاليم الدين الخاطئة جعلته مادة خصبة للجاماعات الإرهابية ، بحيث حللوا كل شيء واستباحوا كل شيء بأسم الدين ، ويحاولون إقناع من لا دين له او دينه ضعيف بها.

 شكر خاص للمخرج الشاب بيتر ميمي الذي أبدع في إخراج أحداث المسلسل بطريقة بها من التشويق وفي اختياره للممثلين بعناية فائقة ، وربط  أحداث المسلسل بالأحداث الحقيقية ، وشكر خاص ايضًا للمؤلف باهر دويدار ، والمبدع أمير كرارة الذي جسّد شخصية البطل منسي بكل حرفية لدرجة تشابه الملامح بينهما ، وأيضًا أحمد العوضي الذي ابدع في تجسيد دور التكفيري عشماوي ،وشكر لكل ممثل أبدع في ذلك المسلسل وأتقن دوره بكل حرفية.  

[email protected]