رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اسمحوا لي

قبل بداية رمضان قدمت قناة دريم برنامجاً يندرج تحت مسرح العبث ألا وهو مناقشة الأعمال الرمضانية التي لم تعرض بعد وكان الهدف شتيمتها وتجريسها  وتجريمها، مرة علي يد محام محترف رفع قضايا وشيخ سلفي دعا صراحة إلي مقاطعة الأعمال وتحريمها من علي المنبر وعلي الفيس بوك؟.. وكان معهم علي الطرف الآخر مخرج كبير وناقد محترم حاولا بقدر الإمكان أن يصدا ويردا علي الكلمات العمومية والاتهامات الصادمة التي لا يجب ولا يصح أن تناقش بها الأعمال الفنية والمزايدات التي فتحوا لها التليفونات حتي تكمل وتثبت الصورة القميئة للفن المصري التي وصلت لاتهامه بالدعارة؟.. ولكن ضاع دفاع المخرج والناقد أمام الغوغائية والنظرات الضيقة التي أصبحت هي المسيطرة.

وطبعاً تحججت  كل الاعتراضات بخوفهم علي الأجيال الجديدة  ما يعد خروجاً علي ثوابت ديننا الحنيف أو قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا التي تدمرها هذه الأعمال؟

بالرغم من أن الحل سهل وبسيط وموجود في أيديهم وفي كل بيت ويستطيع استعماله الصغير والكبير ألا وهو (الريموت كنترول) مجرد ضغطة خفيفة تغير المحطة أو تغلقها، لكن للأسف حضرات المعترضين والشاجبين والشاجبات يريدون أن تقوم الحكومة بتربية أولادهم وحبسهم في أفكار أو مناظر لا تتغير وأن تعاقب الحكومة الفنانين أنفسهم فتمنع أعمالهم أو تقصقصها أو تضرب الفنانين وأقول هم عيب وكخة؟

وهم ينسون أو يتناسون أن الحكومات لا مؤاخذة ما بقتش حاكمة؟.. فهي لم تعد تسيطر علي الإنتاج أو حتي علي الإذاعة، فقد تعددت القنوات وانفتحت السماوات وعلي المعترضين أن يعلموا أولادهم كيفية الاختيار بين الفن الجيد والرديء وأن يعودوهم علي ممارسة الهوايات والأنشطة منذ طفولتهم حتي يجدوا ما يفعلونه ولا يمارسون حياتهم من خلال الشاشات التليفزيونية والالكترونية.. أما أن نهاجم المسلسلات أو الفن عموماً لأنه يفسد المجتمع فهو لغو واستهبال ونظرة سطحية للفن وللحياة.

فالفن لم يدع أو حتي يشجع علي سحق الطبقات المتوسطة والشعبية بل هي السياسات الاقتصادية التي لم تراع ظروف الشعب المصري ولم تسع للعدالة الاجتماعية، والفن لم يدع الشارع المصري لاحتقار المرأة ونشر ظاهرة التحرش بالنساء، بل إنه خطاب بعض رجال الدين ومشايخ الزوايا الذين يحتقرون المرأة، والفن لم يدع إلي التطرف حتي وصلنا إلي داعش.. والفن لم يدع ولم يشجع ديكتاتورية الحاكم ولا التوريث، والفن لم يزور الانتخابات وحسمها لمصلحة رجال الرئيس والحكومة أكثر من ستين عاماً.. والفن لم يناد بتكميم الأفواه وانعدام العدل، بل إن كل هذه الممارسات هي التي دمرت الشخصية المصرية.

وعلي العكس كان الفن يكشف ويقاوم ويدين بطريقته وأساليبه الفنية كل هذه الممارسات، لا أحد يستطيع أن يدافع عن الفن الهابط أو الرديء بل نحن ندافع  عن ضرورة وجود الفن في حياتنا وعن صناعة مهمة لم يعد يدعمها غير الإعلانات  والممول الخارجي.. صناعة وفن يحاول صناعها أن يطوروها وينقذوها في ظل ظروف صعبة ومنافسة شرسة.

وإذا كان من يدعون الفضيلة ويحتكرون الدين يفعلون ذلك فكيف ينضم من يدعون المدنية ومحاربتهم للأفكار الظلامية؟.. وكيف يتبنون نفس أفكار المنع والشجب والحجب.

فإلي كل هؤلاء المدعين أقول لهم: لا تسقطوا عقدكم النفسية علي الفن المصري ولا تتخذوه وسيلة لمغازلة الجماهير أو دخول الجنة؟.. فبئس الوسيلة ورخصها.