رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

زكريات قلم معاصر

 

 

 

 

نسى الزملاء الكبار أصدقاء المرحوم عمرو عبدالسميع جانباً هاماً من حياته.. بل لعله أهم جزء من حياته.. عمرو نجل عبدالسميع عبدالله أحد أكبر رسامى الكاريكاتير أحد أبناء شلة بن البرازيل «سليمان باشا».. شلة الفن والحرب والليبرالية و.... الرياضة!!!....

صديقى القديم صاحب أجمل وأكبر شقة فى مصر تطل على شوارع وسط البلد كلها.. شقة تدعوك لحب الفن فترسم الفن.. ربما مات المرحوم عمرو. دون أن يعرف أن لى عندهم هدية من والده عبارة عن لوحة تجمع زوايا وسط البلد فى نقاط سريعة ما إن تراها حتى تقول لنفسك: حرام عليك ياسمعة!!! لقد جمعت الجمال داخل مستطيل يتحدث دون صمت ودون كلام!!! كان عبدالسميع مصراً على أن يهدينى رائعته التى لا تتكرر ولكن ظروف نهاية عبدالناصر تفرقنا بعيداً حولت الغرفة التى تجمع بين كوب شاى وجزء من ستارة لها جزء من شارع وسيارة حائرة وغير ذلك مما قل ودل وعجز قلمى ويسعد عينى.

عبدالسميع قصة طويلة بدأت بالسجن من أجل غلاف لروزاليوسف وتنتهى بتتويجه ملكاً لكاريكاتير الفن  وكرة القدم بالذات... الى ناقد رياضى بقلم كاريكاتير لا تقل لي المستكاوى ولا الضابط عبدالمنعم صاحب أغنية أروح لمين لأم كلثوم!!!

<>

كانت تربطنى بالمرحوم عبدالسميع صداقة ومحبة وأخوة وكل ما تتصور من رابط لا يقبل الفصل ولا مجرد الخصام حتى لو كان عبدالسميع زملكاويًا حتى النخاع وكاتب السطور ومن أصدروا مجلة «الأهلى» لأول مرة فى تاريخ الرياضة والصحافة.. لدرجة أن عبدالسميع اعتذر فى نفس يوم عملى فى الجمهورية للأستاذ عبدالقدوس ليعمل معنا فى الجمهورية.. ولكن له تلميذان ماهر ونبيل هاجرا من مصر بعد وفاته. الذى لا يعلمه أحد أن كبار نجوم العالم وعلى رأسهم ودستيفانو وبوشكاش وبيليه وغيرهم اخذوا رسوم عبدالسميع قبل سفرهم.

<>

ولعل الصحافة المصرية لم تعرف رسوماً كاريكاتيرية تملأ صفحة كاملة «8 عمود» تصف مباراة كاملة سوى ما عمله عبدالسميع.. وقمت بتصوير هذه الصفحات فى أماكن ومجلات متخصصة ملونة ولصقتها على حوائط الجمهورية ولا أدرى اذا كانت مازالت فى مكانها بالدور الرابع....

<>

أما أخطر ما قابل الفنان الرقيق الهادئ الضاحك: هو قضاء يوم واحد فى سجن ما.

كان عبدالناصر حريصاً على سماع نشرة بي بي سي  الانجليزية فى الساعة السادسة صباح كل يوم.... وهو مازال على السرير... ثم ينظر فى صحف ومجلات صباح نفس اليوم على نفس السرير.... كان أشد الناس حرصاً على معرفة كل الأخبار ـ والأخبار بالذات فى أقرب وقت مهما كان عبدالناصر فى أى مكان أو فى أى حالة صحية مهما كانت.

لذا كان يوماً فى فجر يوم ما من أهم وأطرف يوم فى تاريخ عبدالناصر.... ماذا حدث؟؟!

<>

يوم امتلأ فيه منزل عبدالناصر بكل انواع المسئولين لدرجة أن التفكير وصل الى اشاعة موت عبدالناصر.

استمراراً لتاريخ أحد رواد الكاريكاتير فى مصر والد عمرو عبدالسميع عبدالله... كانت أشهر واقعة يوم أمر عبدالناصر فوراً وعبدالناصر مازال فى حجرة النوم فى الصباح الباكر!!!!

ما هى القصة:

<>

كان ثمن رطل اللحم الضانى الغالى بقرشين عندما كان الجزارون يجوبون الشوارع فى المغرب والمساء ويسوقون بعض الجاموس والخرفان أمامهم وهم ينادون بأعلى صوت «من ده بقرشين غداً».. ثمن رطل اللحم الفاخر بقرشين.... طبعاً الأسعار زادت بمرور الأيام وفى منتصف الخمسينيات الى أن وصلت لعشرة قروش... هنا لم يعد الناس يقبلون على شراء اللحم الفاخر الذى زاد حتى وصل الى عشرة قروش!!!! وزادت الاعلانات فى شوارع الحى الراقى!!!!..... ورسم عبدالسميع عبدالله كاريكاتير على غلاف روزاليوسف!!!!

<>

كان الغلاف كالآتى:

كان الغلاف يملأ الصفحة كلها فى رسم لرجل تخين جداً يضع سيجارا في فمه وفى طرفه الثانى من الفم سيجارا... البدلة مليئة بالنياشين وفى ذراعيه أيضاً تنتهى بأكثر من ساعة يد فاخرة يمسك فى يديه الاثنتين منشة وعلى عينيه ما يسمى بالمونكل... والمونكل عبارة عن نضارة ذهب ،الحذاء وصل الى الركبة!!!

مكتوب فوق رأس الرجل يافطة:

رطل اللحم بعشرة قروش فقط!!!

كانت حكاية رفع الأسعار فى اللحم بهذه الدرجة قد أثارت الجماهير!!!

<>

قرر عبدالناصر الامتثال فى نفس الوقت... .فى الصباح الباكر..... الطريف ان عبدالناصر ضحك كثيراً على الكاريكاتير!!!

<>

كان أيامها ما يسمى «الليبراليون الكبار» مركزهم.. حديقة جريدة المصرى وكانت هذه الشلة من أهم الشلل التى ظهرت فى هذه الظروف بعضوية حفنى باشا محمود وخالد محيى الدين وأحمد ابوالفتح واحسان عبدالقدوس وروزاليوسف والدكتور محمد محجوب رئيس وزراء السودان والدكتور عبدالمنعم طرف وزير الصحة الدائم وكامل الشناوى ومحمود عبدالمنعم والخميسى وغيرهم.

ذهب هذا الجيش الليبرالى الى عبدالناصر الذى قال لهم: أفرجت عن عبدالسميع قبل أن تفتحوا هذا الباب مشيراً لباب مكتبه!