رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى تقديري، إن افضل حل لمواجهة فيروس كورونا المستجد، هو قبول التعايش مع هذا المرض اللعين، فلا يخفى عليك عزيزى القارئ، أن أغنى دول العالم، وأكثرها تقدما، وثقافةً، وعلما، قد وقفوا امام هذه الجرثومة الخبيثة عاجزين فى حيرة من أمرهم.

فرغم الاحتياطات والحظر المفروض من بعض الدول وغلق المحال التجارية والعامة، وما ترتب على ذلك من شبه شلل تام فى الانشطة التجارية والاقتصادية الأخرى، وغلق للمدارس والجامعات، الا ان هذا المرض مازال ينتشر يوما وينكمش ايامًا اخري، ولكنه لم ينقطع ابدا طوال ما يقرب من خمسة اشهر او يزيد. كل هذا حفز الكثير من الدول الكبرى الى اعادة التفكير فى اجراءات الحظر المفروضة، والنظر فى امكانية التعايش مع هذا المرض اللعين، من اجل استمرار عجلة الانتاج والاقتصاد، حتى لا تقع البلاد فى حفرة ربما تكون هى الاكبر من حفرة المرض نفسه.

إننى لا أتصور ان هناك دولة فى العالم - مهما عظمت قوتها - يمكنها الصمود طويلا امام توقف عجلة الانتاج، فلن تستطيع اقوى اقتصاديات العالم ان تقدم الدعم فى كافة المجالات الاقتصادية والتجارية والمحال العامة. صحيح ان مصر استطاعت حتى الان توفير المساعدات للعمالة المؤقتة، ولكن مع استمرار هذا الوضع فان الامر يصبح شبه مستحيل، لاسيما وانه لم يظهر حتى الان بصيص امل فى امكانية التغلب على هذا المرض اللعين، وربما يستمر الوضع الى نهاية العام او أكثر، وبالتالى فلن نتمكن من الصمود طويلا، او حتى الاتجاه كما فعلت بعض الدول نحو الحظر الكامل.

اغلب الدول الكبرى بدأت فى تسيير جعلة الانتاج مرة اخرى تاركة الحياة تسير على طبيعتها، فقامت بالتخفيف من اجراءات الحظر المفروض على الناس ولكن بحرص شديد، فمازالت تلك الدول تضع القيود على التجمعات فى الاماكن العامة، فضلا عن استعمال الادوات اللازمة للوقاية كالكمامات والمواد المطهرة. لقد اصبحت الدول الكبرى تنظر للمشكلة الاقتصادية كما تنظر للمشكلة الصحية، فهى تسعى الان للحد من انتشار هذا المرض اللعين – من ناحية -  كما تعمل على دوران عجلة الانتاج - من ناحية اخرى -  حتى يجد الشعب قوت يومه وعشاء غده.

اما مصر، واغلب الدول الفقيرة، سواء فى افريقيا، ام اسيا، ام جنوب امريكا، كل هذه الدول لها وضع خاص، لاسيما ان الفقر وحده ليس بالأهمية الكبرى اكثر من الجهل والاهمال واللامبالاة، فهذه الامور تعتبر عوامل مساعدة على انتشار المرض فى صفوف الشعوب، ومهما بذلت الدولة من جهد سواء فى التطهير او الحظر، فطبيعة الشعوب فى تلك الدول انها لا تكترث كثيرا بالمرض. وبالتالي، فإن هذه الدول يقع عليها العبء الاكبر فى نشر الوعى بين صفوف الشعب من خلال اجهزة الاعلام، فضلا عن توفر سبل الوقاية اللازمة، خاصة بين الطبقة الفقيرة.

وللحقيقة، فإن مصر - رغم قدراتها المحدودة - تسير بخطى ثابتة فى طريق الاصلاح الاقتصادي، كما تخوض حربا ضروسا مع الارهاب الاسود، ومن غير المتصور فى ظل هذه الظروف، ان نترك الدولة تواجه وحدها مشكلة البطالة الناتجة عن اجراءات الحظر المفروضة فى البلاد، خاصة وان الحالة المادية لأغلب افراد الشعب ضعيفة. ولهذا، فإن الحل الامثل – فى تقديرى – هو التعايش مع مرض كورونا اللعين حتى يتوافر العلاج الذى يقضى عليه بإذن الله، وان يقتصر دور الدولة على نشر التوعية خلال اجهزة الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، فضلا عن توفير ادوات الوقاية اللازمة للحيلولة دون انتشار المرض.

وبطبيعة الحال، فانا لم اقصد من كلامى هذا ان نترك الامور - سداح مداح - بلا رابط او رقيب. ولكن، لابد ان نعطى للشعب الفرصة لممارسة الحياة اليومية حتى تدور عجلة الانتاج وينتعش الاقتصاد مرة اخرى، ولكن لابد - ايضا - من الحرص الشديد، فعلى سبيل المثال، يجب استمرار غلق المدارس والجامعات وكافة اماكن التجمع الأخرى. فنحن الان فى مأزق شديد، ولا مفر – فى تقديرى - من التعايش مع هذا المرض، الى أن يتوافر العلاج الذى سيقضى عليه بإذن الله.

وتحيا مصر.