رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

تظل مشكلة الدراما هذا العام والأعوام السابقة هى غياب النص الدرامى والاعتماد على النجوم والإعلانات والترويج المبالغ لأعمال معينة، حتى إن كانت من أجل أهداف وطنية ونبيلة، ويتألق فى دراما هذا العام الإخراج والديكور والموسيقى التصويرية وغناء العديد من كبار النجوم فى مقدمة الأعمال مثل «سميرة سعيد» وإعادة صوت قيثارة الغناء «وردة الجزائرية» فى مقدمة مسلسل «ليالينا 80» الذى كان سبباً فى أن يحظى هذا العمل بالمشاهدة والمتابعة للاختلاف فى الإطار الفنى الذى بدأ به المخرج لجذب المشاهد وهو أغنية لـ«وردة» من ألحان «بليغ حمدى» الموسيقار العبقرى الذى ظلم نفسه وظلمه المجتمع.. وإن كانت المقدمة المتميزة للعمل هى أحد الأسباب الرئيسية للمشاهدة، وكذلك الإخراج المتقن لـ«أحمد صالح» وهو ينقل إلى الشاشة فى الألفية الثالثة روح ومناخ وجو الثمانينيات بعد مقتل «السادات» وبداية عصر «مبارك» وذلك من خلال المشاهد الأرشيفية التى تداخلت بحرفية شديدة وتقنية متميزة مع التصوير الديجيتال الحالى، فكان أن اعتمد المخرج على الإضاءة الخافتة والصورة التى تمنحنا الإحساس بالماضى وبأعمال تلك الفترة خاصةً الأعمال السينمائية.

ولذا فإن الإخراج يعد العنصر الأكثر قوة فى هذا المسلسل الذى يقوم ببطولته «خالد الصاوى» فى دور جديد مع «إياد نصار» فى تكرار لدوره فى مسلسل «هذا المساء» وهناك «غادة عادل» و«صابرين».. المسلسل لم يحظَ بقصة وحوار وسيناريو لـ«أحمد عبدالفتاح» يماثل ويكافئ الإخراج والفكرة والمعنى لهذه النوستالجيا أو العودة إلى الماضى التى غالباً ما تكون لأسباب نفسية أو سياسية اجتماعية ولكن فى هذا العمل لم تكن ليالى الثمانينيات محملة بالأفكار والإرهاصات المعبرة عن تلك الفترة التى شهدت نهاية عصر وبداية آخر، أدى بنا إلى النفق المظلم من ثورة وإرهاب، مازلنا نعانى ويلاتهما حتى الآن مع غياب للفكر والثقافة والفن الحقيقى.. الميلودراما تغلب على القصة التى بدأت بحادثة فقد الشاب «راضى» سائق التاكسى الذى يساعد والدته وإخوته ساقه وفقد الشابة «مريم» ابنة «إياد» و«غادة» بصرها ولقاء رومانسى قدرى بين العم «جلال أرسطو» أو «خالد الصاوى» أستاذ الفلسفة الذى فقد اتزانه النفسى وجزءاً من العقلى بعد موت زوجته لقاء مع «صابرين» والدة الشاب «راضى» فى المستشفى ليتطور الأمر وتتصاعد الأحداث ببطء شديد وتتناثر الحبكة الدرامية ما بين شخصيات متعددة تتكرر لديها قصص الزوجة الثانية وقصة إنجاب البنات ورغبة صاحب مصنع الحلويات الزواج من «بدرية» العاملة الجميلة اللعوب ودخول «غادة عادل» الزوجة المصدومة فى زوجها تاجر العملة والمتزوج عليها فى تجربة حب لصاحبة الشركة التى تعمل بها وإهمالها الشديد لابنتها التى فقدت بصرها بالرغم من ادعائها الحب والاهتمام بها وتضيع قصة الدكتور «جلال أرسطو» فى متاهة الفرعيات المتناثرة بالرغم من تمكن «خالد الصاوى» وبراعته فى ارتداء الشخصية وأبعادها النفسية والفكرية، حتى الملابس والمكياج ومخارج الألفاظ والحركات، ولم يركز الكاتب على المستوى الفكرى والبعد السياسى والاجتماعى لتلك الفترة، واكتفى بنقل حكايات معادة عن معاناة الأم المكافحة «صابرين» بشرف من أجل الحفاظ على أسرتها وأولادها خاصة «راضى» الذى فقد ساقه.. وفى هذا السياق تبرز قصة زوجة المحامى الكبير التى كانت تحب زميلها المحامى الصغير وتهدده وتراوده عن نفسه وهو الشريف الجدع الذى يرغب فى الزواج من ابنة «صابرين» جارته.. وينتهى المسلسل بموسيقى المبدع «هانى مهنا» لتكون البداية والنهاية تحفة فنية والإخراج وأداء «خالد الصاوى» و«صابرين» شفيعاً لغياب دراما متماسكة الأطراف.. إنه النص أيها السادة جوهر الدراما..