رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

 

 

 

تظل الدهشة هى سيدة الموقف حيال ما تقوم به تركيا فى الأراضى الليبية من تدخل عسكرى سافر تجاوزت من خلاله كل الخطوط الحمراء. الدهشة هنا تحوم حول الصمت الدولى على ما يجرى من انتهاك صريح للقانون الدولى ولكل الاتفاقيات المتعلقة بليبيا والتى أقرتها الأمم المتحدة والمتعلقة بترتيبات المرحلة الانتقالية التى حدد اتفاق الصخيرات ركائزها على الصعيدين السياسى والقانونى. أحداث جسام تقع من خلال التدخل التركى فى ليبيا دون مراعاة لسيادة الدولة، بالإضافة إلى انتهاكها لحظر الأسلحة الذى فرضته الأمم المتحدة على ليبيا وهو ما يجسد الاستفزاز لعالمنا العربى وللمجتمع الدولى وللمجموعة الأوروبية.

كان يتعين على السراج أن يتنحى عن رئاسة المجلس الرئاسى بعد أن انتهت صلاحياته بانتهاء المدة المقررة له، ليعقب هذا الشروع فى تطبيق خريطة الطريق التى أعلن عنها مؤخرًا صالح عقيلة رئيس مجلس النواب الشرعى، والذى دعا إلى العودة للشعب الليبى كمطلب وطنى لإنقاذ ليبيا وذلك من خلال إعادة تشكيل مجلس رئاسى جديد يمثل الأقاليم الثلاثة التاريخية فى ليبيا والذى يتم عبر الانتخاب تحت إشراف الأمم المتحدة بحيث يفسح المجال للمجلس الرئاسى لتسمية رئيس جديد للوزراء واختيار نواب له يمثلون الأقاليم الثلاثة. حتى إذا تم ذلك أمكن للمجلس الرئاسى عندئذ تشكيل لجنة لوضع وصياغة دستور جديد لليبيا، وليعقب ذلك تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية وفق ما ينص عليه الدستور مع اسناد مهمة حماية السلطة للجيش الوطنى الليبى. حتى إذا تم ذلك أمكن السعى لإنهاء الاحتلال التركى والقضاء على فصائل الإرهاب ليكون هذا مقدمة لعودة ليبيا إلى الحضن العربى ووضع حد لرعونة واجتراء أردوغان على المشهد الليبى. وهذا ما يتعين على المجتمع الدولى السعى إلى تنفيذه إنقاذًا لليبيا مما يخطط لها ولمنع وقوع ليبيا فى براثن التقسيم والفوضى، ولوقف عبث أردوغان ووقف الحرب التى أشعلها ويقودها اليوم ضد الجيش الوطنى الليبى وقائده العام المشير خليفة حفتر.

يجب وقف تحركات أردوغان الآثمة لا سيما مع سعيه إلى تغيير موازين القوى داخل ليبيا وفى الإقليم وسعيه الدائب للنيل من الأمن القومى لمصر. يجب وقف الاندفاعة الأردوغانية التى تسعى إلى إثارة القلاقل فى الأرض العربية ليتم هذا عبر حكومة الوفاق التى يرأسها فايز السراج ويسيطر عليها جماعة الإخوان المسلمين الباغية. لقد انتهزت تركيا فرصة انشغال العالم بمحنة وباء «كورونا» ومضت فى تنفيذ مخططها الدنىء الرامى إلى اجتياح الأراضى الليبية بواسطة آلاف الإرهابيين الذين جاءت بهم من سوريا للقتال فى صفوف ميليشيات الوفاق ضد الجيش الوطنى الليبى. ولا شك أن الدوافع الأيديولوجية لتركيا هى التى حدت بأردوغان إلى توظيف ورقة الميليشيات الإرهابية فى قضايا الشرق الأوسط. ولا يغيب عن أى فطن أن تركيا تنظر إلى ليبيا من منظور المصالح الاستراتيجية. هذا بالإضافة إلى أنها ومن خلال احتلالها للأراضى الليبية تشكل خطرًا على مصر، حيث تعد ليبيا العمق الاستراتيجى لمصر ودول الجوار. ولهذا كان وجود تركيا على الأراضى الليبية بمثابة تهديد سافر لمصر ودول الجوار الليبى. ومن ثم يتعين على هؤلاء تجميع أمرهم لمواجهة هذا الخطر الداهم الذى يمثل تهديدًا وجوديًا لدولهم. وللحديث بقية.