رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

لا بد أن تكون للثقافة ثمة رسالة، حتى الفنان الذى لا يحتفى إلا بمفردات الجمال فى إبداعه الفنى، يمكن أن نعتبره من زاوية رؤية ما صاحب رسالة، حتى لو لم يقم بإعلان محددات تلك الرسالة، ذلك ولو على نحو تنمية تذوق الجمال، حيث يسهم تنمية تذوق الجمال المادى فى تنمية تذوق الجمال المعنوى، وتركيز الإحساس بالجمال عند الإنسان، وتهذيب الذوق الجمالى، كل هذا الذى يمكن أن نعتبره لوناً من ألوان تنمية وعى الإنسان بإنسانيته، فكلما أحس الإنسان بقيم الجمال بكل أبعاده، كلما تهذبت إنسانيته، وكلما نمى وعيه بتلك الإنسانية.

لا شك أن جماعات الضغط على مجتمع البسطاء فى بلادى من جانب التيارات السلفية والإخوانية وغيرها من جماعات التشدد والتطرف قد نجحت فى تشويه وتغيير الصورة الذهنية عن دورالفنون وإسهاماتها فى حياة البشر وأثرها الطيب المأمول على مشاعرهم وعلى أذواقهم وسلوكياتهم إلى مجرد وسيلة من وسائل اللهو والتفاهات حتى يمكنهم التسرب إلى عقل العامة ووجدانهم بإدعاء سمو رسائلهم بعد أن تم تدمير المكونات المصرية للقوة الناعمة وأهدرنا كل ماله ارتباط بالعقل والتعقل إلى حد أصبحت الساحة أرضا قاحلة غير صالحة لتلبية احتياجات أمة تنشد الرقى والتقدم..

و فى هذا السياق يرى الكاتب الصحفى المبدع « عماد الغزالى « رئيس تحرير جريدة « القاهرة « عبر مقال اقتتاحى بعنوان « بتوع المهرجانات «، وفى تأصيل لنشأة ظاهرة أغانى المهرجانات أن المواطن الشعبى لم يكن يعيش فى مستوى أفضل من المواطن العشوائى، ربما كان العكس هو الصحيح، لكنه اعتاد العيش ضمن إطار متجانس « متعاضد « إلى حد كبير، ما خلق لديه حالة من الشعور بالأمان والاطمئنان والتكافل إذا لزم الأمر، أما المواطن العشوائى، وبحكم النشأة المضطربة غير المتجانسة للعشوائيات، فيطارده دوماً الإحساس بأنه منبوذ محتقر، وأن المجتمع يلفظه ولا يعترف بوجوده، ومن ثم، فإنه يقابل عدائية المجتمع بعدائية مماثلة، مستعيراً سلوك القنفد، مختبئاً خلف غلالة من الأشواك الحادة، يخيف بها أعداءه الحقيقيين والمحتملين، ويواجه بها أخطاراً متوقعة أو متوهمة، فمشاعر النفور والتربص والرفض هى التى تحركه، لا مشاعر الألفة والاجتواء والتسامح. وبسبب تكاسل الدولة عن أداء أدوارها، وغيابها حين ينبغى أن تحضر، ملأ العشوائيون الفراغات التى خلفتها، وانتشروا فى المجال العام، « فسلّفوا « القرى والأحياء الفقيرة ـ جعلوها سلفية ـ ونشروا البذاءة وانعدام الذوق والقبح على مدد الشوف.

ويضرب الكاتب المثل للتأكيد على وجهة نظره « من كان يتصور أن تتحول مدينة الإسكندر التى احتضنت ثقافات العالم وحضاراته وفنونه عبر التاريخ، مدينة هيباتيا وأفلوطين وسيد درويش ومحمود سعيد والبوصيرى وأبوالعباس المرسى، إلى معقل للسلفية، ومنصة تنطلق منها فتاوى التكفير والإقصاء والزندقة...»..

وأرى أن الحركة النقدية لدينا بعافية حبتين وعلى مراكزنا البحثية أن يتناولوا مثل تلك الظواهر بالمزيد من الدراسات الموضوعية واستخدام استطلاعات الرأى العلمية المفيدة بحق..

[email protected]