حكاوى
رغم المشهد السيئ الذى بدأ به مسلسل «البرنس» بقيام محمد رمضان بتمزيق جواز سفره أمام والده الفنان عبدالعزيز مخيون، مما أثار حفيظة المصريين لإهانته جواز السفر المصرى، إلا أن المسلسل يرصد حالة اجتماعية خطيرة، وهى انتشار ظاهرة العنف الأسرى بين الأشقاء والتى وصلت الى القتل وتلفيق التهم ودخول السجن، المسلسل يحكى واقعاً مريراً يعيش فيه عدد من الأسر المصرية، بسبب الخلاف على الميراث، والذى أعمى الأشقاء الذين ارتكبوا جرائم قتل وتلفيق تهمة وشهادة زور ضد أخيهم.
ولأن الفنون بما فيها المسلسلات، هى تعبير، بالكلمة عن تجربة إنسانية صادقة وعميقة، والصدق هنا ليس عكس الكذب والعمق ليس ضد السطحية، وانما الأمر هو تصوير جاد للواقع الذى يعيشه الناس، وبمنطق الحقيقة المطلقة فإن هذا المسلسل يعد رائعاً فى تصوير جانب إنسانى بحت يعكس الواقع المرير الذى تعانى منه آلاف الأسر المصرية، بسبب الخلاف على ميراث أو ما شابه ذلك.
لقد أصاب المؤلف والمخرج فى عرض كارثة حقيقية تنتشر بين العديد من الأسر المصرية سواء فى الوجه القبلى أو البحرى.
الأداء من الممثلين فى هذا المسلسل أكثر من رائع، فقد تقمصوا الأدوار بشكل لافت للأنظار، جعل المتلقين يعيشون معهم هذه المأساة الدرامية، فقد أبدع الفنان الموهوب أحمد زاهر فى أدائه دور الشقيق الحاقد الذى امتلأ وجدانه وقلبه بالكره الشديد لأخيه محمد رمضان، الذى حمل وصية أبيه ويريد تنفيذها حرفياً، وفى سبيل ذلك فقد زوجته وابنه.
الفن هو القوة الناعمة التى تلعب دوراً مهماً فى حياة الناس والمجتمع، وهو مرآة حقيقية للواقع الذى ضاعت فيه كل القيم والمثل، وبسبب تدهور العلاقات الإنسانية بين الناس خاصة الأهل والأشقاء، وجدنا هذا المسلسل يرصد كارثة من الكوارث الاجتماعية التى تتفشى داخل المجتمع، ولابد من إصلاح من الحال المايل الذى بات وباء أشد من فيروس كورونا.
الحالة التى تسود المجتمع حالياً بهذا الشكل تحتاج ـ ليس من الفن فقط ـ وإنما من رجال الاجتماع وعلم النفس دراسة هذا الأمر حتى يشفى المجتمع من ويلاتها وما تسببه من كوارث، فالأمر مؤلم جداً عندما تتحول العلاقات الإنسانية بين الأشقاء إلى دم وقتل وعنف بهذا الشكل المزرى.