رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لست ادرى، لماذا تحتفل الدولة بمناسبة انتصارات سنة 1973 مرتين، مرة حسب التاريخ الميلادى فى السادس من اكتوبر، ومرة اخرى حسب التاريخ الهجرى فى العاشر من رمضان؟ ألا تعتبر انتصارات سنة 1973 مثلها مثل باقى الأعياد القومية للدولة!!

الحق يقال.. فإننى بالقطع لا أقلل من عظمة وفخر الانتصارات التى تحققت فى حرب سنة 1973، فقد سبق لى أن كتبت -مرات عديدة - فى ذكرى انتصارات حرب أكتوبر سنة 1973 عن البطولات التى سطرت بدماء قواتنا المسلحة فى تلك الحرب، فهى- وبحق- فخر للمصريين والعرب جميعا، ومثلى مثل ملايين المصريين والعرب سأظل افتخر بما حققه الجندى المصرى فى هذه الحرب، فأقل ما يمكن أن يقال عن هذه الحرب إنها إعادة للمصريين والعرب جميعا كرامتهم التى لطخت فى أعقاب مذبحة 1967.

لقد كانت حرب 1967 مذبحة بمعنى الكلمة، ضاعت فيها ارض سيناء بعد ان استولى عليها الأعداء فى تلك الحرب، كما دمروا عتادنا الحربى واستولوا على ما تبقى منه على ارض سيناء الحبيبة، ليس هذا فحسب بل استولوا على الجولان السورية والأراضى العربية الأخرى التى ضاعت فى تلك الحرب، لقد خسرت مصر ومن معها الحرب فى غضون ثلاثة او اربعة ايام فقط، فكانت تلك الحرب مهزلة مهينة لنا جميعا، ولهذا سأظل اقول ان انتصارات حرب 1973 هى التى رفعت رأس المصريين والعرب إلى أعلى بعد ان كنا مطأطئ الرأس من عار الهزيمة.

وبعد ان تولى القائد العظيم الراحل أنور السادات بطل الحرب والسلام قيادة البلاد، بدأ الشعب المصرى استنشاق الهواء النظيف مرة اخرى حين دارت الحرب رحاها فى السادس من اكتوبر سنة 1973، فكان للطلعات الجوية المصرية أبعد الأثر فى تدمير قوات العدو التى احتلت سيناء الحبيبة، ثم بدأت قواتنا البرية عبور قناة السويس واختراق خط بارليف الحصين، فكانت- وبحق - ملحمة سيذكرها فيها التاريخ قوة وعظمة الجيش المصرى، فقد اثبت الجيش المصرى فى تلك الحرب للعالم كله أنه لا يقهر، وان هزم مرة فلن يهزم مرة اخرى.

ورغم إعجابى الشديد وفخرى الجم بما حققه جيش مصر من انتصارات وبطولات عظيمة فى حرب اكتوبر سنة 1973، فمازالت أتساءل، لماذا تحتفل الدولة بهذا الانتصار مرتين فى كل العام؟؟ هناك احداث عظيمة واعياد اخرى قومية مرت على مصر عبر التاريخ، ومع ذلك يتم الاحتفال بها مرة واحدة فى كل العام، الا يوم انتصار الجيش المصرى على العدو فى حرب اكتوبر سنة 1973، فهو اليوم الوحيد الذى يتم الاحتفال به مرة حسب التقويم الميلادى ومرة اخرى حسب التقويم الهجرى، ويتم تبادل التهاني- فى هذين اليومين- بين كبار رجال الدولة.

وللحق.. إذا ذكرنا انتصارات أكتوبر سنة 1973، يجب ألا يغيب عنا دور الراحل العظيم انور السادات، فرغم ما حققه جيشنا من بطولات فى الحرب، إلا أن الحرب لم تكن وحدها هى السبب الوحيد لاستعادة سيناء الحبيبة إلى حضن الوطن، بل إن الدور الاكبر فى استعادة الارض كان لهذا الرجل العظيم، الذى استطاع بدهائه إقناع العدو بقوة مصر وقدرتها على استرداد ارضها المنهوبة مرة اخرى عن طريق الحرب التى لا ترحم، ثم بدأ التفاوض لاسترداد كامل ارض سيناء واعادتها إلى حضن الوطن عن طريق عملية السلام المصرية الاسرائيلية، وهكذا فإن الحرب كانت هى البداية لاسترداد الارض، أما عملية السلام فكانت لها اكبر الاثر فى استرداد ارضنا المنهوبة.

ومن هنا.. فإننى أرى انه من التزيد الاحتفال مرتين فى كل عام بانتصارات اكتوبر متجاهلين باقى الاعياد والمناسبات القومية الأخرى، صحيح ان حرب اكتوبر المجيدة وما حققه الجيش المصرى فيها من بطولات عظيمة هى ذكرى عزيزة علينا جميعا، إلا أنها مثلها مثل باقى المناسبات والاعياد القومية الأخرى. ومن هنا، ينبغى أن يكون احتفال المصريين بهذه الذكرى– مثل باقى المناسبات القومية الأخرى- فى السادس من أكتوبر، حسب التقويم الرسمى للدولة المصرية.

وكل عام وحضراتكم بخير بمناسبة شهر رمضان الكريم، أعاده الله علينا بالخير والبركة، وان نكف فى المرات القادمة عن الاحتفال بانتصارات اكتوبر يوم العاشر من رمضان.

وتحيا مصر.