رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

التطرف الديني التهديد الاخطر لاستقرار المجتمعات وتمزيق النسيج الاجتماعي، والمنبع الرئيس للعنف والإرهاب وتكريس آليات التخلف عبر التاريخ. وهو ماتمارسه الحركات الإرهابية التي تتشح برداء ديني متشدد، وتقترف بأسمه أبشع الجرائم وهو  ماحدث مؤخرا قى الاميرية .والتطرف هو الخروج عن القواعد الفكرية والقيم والمعايير والأساليب السلوكية الشائعة في المجتمع، وأنه قد يتحول من مجرد فكر إلى سلوك ظاهري أو عمل سياسي، ويلجأ عادة إلى استخدام العنف كوسيلة لتحقيق ما يؤمن به؛ ويتبنى التطرف اتجاهاً عقلياً وحالة نفسية تسمى بالتعصب؛ فالتطرف في جوهره حركة في اتجاه القاعدة الاجتماعية أو القانونية أو الأخلاقية، ولكنها حركة يتجاوز مدها الحدود التي وصلت إليها القاعدة وارتضاها المجتمع.التطور النوعي الذي شهدته المنظمات الإرهابية في عدد من الدول العربية رفع كفاءتها القتالية، وزاد من قدرتها على الاستقطاب والحشد، واستغلال تطور النزاعات التي قامت في المنطقة وتحويلها إلى صراعات مسلحة شديدة الدموية، ما جعلها تمثل ضغوطاً متزايدة شديدة الخطورة على الأمن القومي في الدول العربية.الإرهاب، يتجاوز التطرف؛ أي إنه ينتقل من الفكر إلى العمل>

 وكل إرهاب هو عنف جسدي أو نفسي، مادي أو معنوي، ولكن ليس كل عنف إرهاباً، خصوصاً إذا ما كان ذلك دفاعاً عن النفس واضطراراً من أجل الحق ومقاومة العدوان.ولا يصبح الشخص إرهابياً إلا إذا كان متطرفاً، ولكن ليس كل متطرف إرهابياً، فالفعل تتم معالجته قانونياً وقضائياً وأمنياً؛ لأن ثمة عملا إجراميا تعاقب عليه القوانين.وإذا كان التطرف يمثل نموذجاً قائما على مر العصور والأزمان، فإن نقيضه الاعتدال والوسطية ؛ ولا يمكن القضاء على فكر التطرف والتكفير وجذورهما، ما لم يتم القضاء على التعصب وزعم امتلاك الحقيقة. وقد أثبتت التجارب أن الفكر المتطرف والتكفيري لا يتم القضاء عليه بالعمل العسكري أو المسلح أو مواجهة العنف بالعنف والقوة بالقوة؛الأمر الذي يحتاج إلى معالجة الظاهرة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وتربويا ودينيا وقانونيا ونفسيا، خصوصا بالقضاء على الفقر، وتحقيق العدالة والمساواة، وبالتالي خلق بيئة مناسبة لقيم السلام والتسامح واللاعنف، وحل الخلافات بالحوار والتفاهم والمشترك الإنساني. وهذا يتطلب تجفيف منابع ومصادر القوى المتطرفة والإرهابية، لاسيما بالقضاء على أسباب التعصب. والإرهاب والعنف جريمتان تستهدفان ضحايا، لكن الجريمة الأولى هدفها يختلف عن الجريمة الثانية، فجريمة العنف تندرج تحت لواء القانون الجنائي ضد أفراد أو جهات محددة، في حين أن جرائم الإرهاب تحتسب على الجرائم ضد الإنسانية، وهي جرائم جماعية وجرائم إبادة وتحكمها قواعد القانون الدولي الإنساني، إضافة إلى القوانين الوطنية.

وهنا لا ينبغي أن نهمل الجانب الفكري للإرهاب والتطرف، ولابد من العمل على تفكيكه ومتابعة حلقاته وكشف أهدافه ووسائله، ومحاربته بفكر مضاد وبوسائل مختلفة. فالوسيلة جزء من الغاية، بل إنهما مترابطان، ولا غاية شريفة بدون وسيلة شريفة، وعلى حد تعبير المهاتما غاندي: "الوسيلة والغاية مثل البذرة من الشجرة".إن الفكر المتطرف والتكفيري يعتبر كل خلاف معه محرّماً، وعليه إقصاؤه وإلغاؤه واستئصاله، في حين إن نقيض ذلك هو مبادئ التسامح والاعتراف بالآخر والحوار واللاعنف. فالإرهابي لا يؤمن بالحوار ويحاول أن يبسط سلطانه على محيطه بالقوة، وبدلا من الإقناع يلتجئ إلى التفجير والمفخخات؛ خارجا عن أي اعتبار إنساني، طالما تتلبسه فكرة امتلاك الحق، إذ لا يمكن للتطرف أن يصبح عنفاً إرهابياً وفعلاً ارتكابياً ضد الإنسان، إلا إذا تمكن من التوغل إلى العقول، وهذا غالباً ما يتم بعملية غسل أدمغة، حيث تعمي البصيرة وتعطل العقول وتشل المشاعر الإنسانية، ليقوم المرتكب بفعلته سواء بتفجير نفسه أو تفجير عدوه أو خصمه، أو السعي لإذلاله والقضاء عليه.الإرهاب ككل، داء تقتضي مواجهته واعتماد الوقاية الناجعة عبر استهداف أسبابه، وتحصين المناعة الفكرية والمادية والنفسية للمواطنين، حتى لا تصطادهم شبكات التطرف وتستغل ظروفهم النفسية والاجتماعية. ولعل تواصل تفكيك الخلايا الإرهابية وشبكات الاستقطاب دليل على وجود مشاتل وبيئة تفرخ وتنتج وتحتضن المتطرفين؛ وعلينا الأنتباه اليها قبل فوات الاوان.