رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

من المؤكد أن العالم سوف يتغير بعد فيروس كورونا.. وسيكون هناك عالم جديد.. ولكن فى أى اتجاه سيكون التغير وعلى أى من المستويات  السياسية أم الاقتصادية أم الاجتماعية أم العلاقات الدولية وفى موازين القوى فى العالم.

والعشرات من الباحثين والمحللين يطرحون هذا السؤال منذ انتشار الوباء ويحاولون توقع سيناريوهات ما بعد كورونا وتنوعت التوقعات ما بين تشاؤم وتفاؤل بين صعود قوى عظمى وانهيار قوى أخرى، فى حين يرى البعض أن العالم سوف يشهد حروباً قد تصل الى استخدام الأسلحة النووية.

 ويرى بعض الساسة أن العالم سيتغير الى الأسوأ مما كان عليه قبل كورونا مع صعود قوى اقتصادية جديدة وتضرر أكبر للدول الفقيرة التى سوف تعانى لسنوات طويلة حتى تعوض خسائرها التى لحقت بها مع عدم قدرة الدول الغنية على تقديم معونات بالحجم الذى كانت تقدمه قبل كورونا مع رفض المؤسسات المالية إسقاط ديون الدول الفقيرة أو حتى إعفائها من الفوائد.

ومن أبرز التوقعات انهيار الاتحاد الأوروبى خاصة أن الشعوب الأوروبية تتهم الاتحاد عدم الوقوف معها فى مواجهة الجائحة وأبرزهم الشعب الايطالى الغاضب من الاتحاد الأوروبى بسبب عدم تقديم العون المالى او التقنى او الصحى فى الاسابيع الماضية ونجاح تجربة الخروج البريطانى.

إذا أضفنا الحرب المخابراتية بين الولايات المتحدة والصين حول سبب انتشار الفيروس والاتهام بانه فيروس معملى صنع فى معامل مدينه ووهان  فلو اثبتت الولايات المتحدة هذه النظرية سوف تلتزم الصين بتعويض العالم كله وضحايا كورونا كلهم وبالتالى سوف ينهار الاقتصاد الصينى وهذه الحرب المعلنة لها هدف واحد ان الولايات المتحدة تريد كبح جماح التنين الصينى الذى استفاد اقتصادياً بهذا الوباء وحقق ما فشل فى تحقيقه على مدار عقدين من السنوات فى الاستحواذ على شركات كبرى فى كل انحاء العالم والاتجاه الى الانفراد بالقوة الاقتصادية فى العالم.

ولكن من المؤكد أن هناك أشياء سنراها منها انهيار حالة التضامن العالمى التى هى ركيزة أساسية للنظام العالمى وسوف تتجه الدول الى العزلة الإرادية وفرض قيود على السفر ومزيد من القيود على منح تأشيرات الدخول وهو ما سيؤدى الى انهيار العائدات السياحية وكذلك التأثير السلبى على شركات النقل البشرى.

والأهم أن الحكومات سيكون لها اليد العليا فى فرض رقابتها على حركه المواطنين وبالتالى إخضاع الحريات الشخصية الى رقابة صارمة مع صعود الدول السلطوية  وانهيار النظم الديمقراطية تحت شعار حماية صحة المجتمع وصحة الأفراد ولن يقابل هذا أى اعتراض من أى طرف لأن الكل مشغول فى تعويض خسائره التى لحقت به طوال فترة الوباء.

فالوضع فى العام فى العالم سوف يتراجع للخلف وسوف يكون أشبه بالعالم بعد أحداث 11 سبتمبر وانهيار قيم أخلاقية واجتماعية عاشت لمئات السنين بين الأفراد وسوف يتخلى عنها الأفراد طواعية.

 العالم على أبواب مرحلة جديدة وسوف يتم كتابة تاريخ جديد وسوف نرى أى السيناريوهات التى ستتنفذ على الأرض، وسوف نرى أى توقع سيحدث وهل ستصعد الصين كقوة وحيدة فى العالم وتختفى القوى التى ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية وهل سينهار النظام الدولى ومؤسساته التى ظلت صامدة منذ 75 عاماً وبالتالى سوف تسقط معها الأنظمة الإقليمية؟