رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بقلب وعقل ولسان أكثر من ٢٢ مليون ام  مكلومة ومقهورة أكتب.. أكتب للمناقشة لا للمعاندة.. اكتب فضلا وليس امرًا.. أستعين بالفكر الراجح والحكمة و التريث.. لا للكبر والتسرع والتهور..  كلمة من ثلاث حروف  باتت هما وغما ومأساة و عبئًا ماديًا ومعنويًا على قلوب ملايين الأمهات.. إنه البحث يا سيادة وزير التربية والتعليم .. البحث الذى فرضته عليهن فرض عين، وصار شريطة نجاح الطلاب وانتقالهم  للصف الجديد  بعيدًا عن الامتحانات التحريرية المعتادة نظرًا لما تمر به البلاد من جائحة عالمية..

الواقع والتاريخ والحقيقة المعلنة للجميع تؤكد أن هذا البحث لم ولن يعرف الطلاب عنة شيئًا حتى وإن تم إعداده واكتظت به منصة «ادمودو» التعليمية بملايين الأبحاث.. لعدة أسباب أنقلها لسيادتك بوضوح دون أى رتوش، كما عايشتها بنفسي.

أولا : يبلغ إجمالى عدد الطلاب الدارسين بالمدارس الحكومية 20 مليونًا و 121ألفًا و 329 طالبًا وطالبة ، وهذا العدد معظمة من الفقراء المطحونين، منهم من يقطن المقابر والقرى والنجوع، يفتقرون لأبسط أنواع التكنولوجيا، فالأسرة المكون من ٥ أو ٦ أفراد لا يمتلكون سوى جهاز تليفون محمول واحد صغير قاصر على الرد والاتصال فقط.. لا يدخل بيوتهم البسيطة إنترنت..  وأقصى أمانيهم لعبة السلم والتعبان على ذات العدة المتهالكة..  فكيف لنا ان نتخيل مجرد تخيل أن نجبر هذا الطفل من عمر ٨ سنوات حتى ١٥ سنة أن يعد بحث من ١٠٠٠ كلمة شاملة المقدمة والنتائج، مستعينًا بمنصات تعليمية ومواقع تعليمية لا يعرف عنها شيئًا ولم يسمع عنها من قبل ولا يعى من أين يأتى بها لا هو ولا أسرته التى أغلبها لا يعرفون الكتابة وإلا القراءة، دا حتى الكود الخاص بالطلاب  اضطرت ملايين الأسر أن تدفع فلوس أو تستعين بمعارف ومتعلمين  مقابل الحصول على هذا الكود مبدئيًا.

 أما البحث، فراحت الأسر تحكى وتتحاكى فيما بينهم يضربون أخماس فى أسداس حتى استقروا على دفع من ٣٠ لـ ٥٠ جنيها للمدرس مقابل إعداد البحث.. فهو الملجأ الوحيد للخروج من «الورطة «كما وصفتها تلك الأسر وبعيدا عن وسائل التكنولوجيا، إذا الزمنا هذه الشريحة على الاستعانة بكتاب المدرسة فقط لعمل البحث، من هو الطالب فى تلك الأعمار الذى يقوم بكتابة موضوع واحد يتناول فيه الخمس مواد المقررة عليه ، وكيف له أن يربط بينهم فى موضوع واحد، ثم يكتب مقدمة؟، وملخص؟!!!

نحن نتحدث عن  فئة لم تجد لها مقعدًا  فى الفصل للجلوس عليه فيضطرون للجلوس على الأرض وسط فصول تكتظ ب ٦٠ أو ٧٠ تلميذًا أو يزيد ، ليعودوا آخر اليوم الدراسى «يا مولاى كما خلقتي» ثانياً : يبلغ إجمالى عدد الطلاب الدارسين بالمدارس الخاصة 2 مليون و 332 ألفًا  و52 طالبًا وطالبة.، هذه الشريحة من الطلاب  مثلهم كمثل طلاب المدارس الحكومية لم يعتادوا يومًا، ولم يطلب منهم ولو لمرة واحدة بحث ولو فى مادة واحدة على سبيل التعود والممارسة، وعلاقتهم بالتلفون أو الكمبيوتر والانترنت والايباد تقتصر على الألعاب والفيسبوك والواتس اب ومشاهدة الأفلام والبرامج فقط، وأمهات هذة الفئة الاجتماعية والتعليمية وإن كان أغلبهن متعلمات إلا أنهن يفتقرن لطريقة البحث وتجميع المعلومات وربطها ببعضها البعض، وبدت جروبات المدارس  تعج بالنويح والصراخ وشد الأعصاب، يرددن «إذا كنا احنا محتاسين فى ازاى نعمل بحث.. العيال حتعرف.. استحالة» طبعًا..

 وبعد معاناة مع مؤشر البحث جوجل والبحث فى جميع المواقع والمنصات وسؤال من اليمين وإيجابه من الشمال.. بخلاف مادة الرياضيات التى باتت» معضلة « فى كيفية ربطها فى مادة البحث سواء باللغة العربية أو الانجليزية، حتى الكثير من  مدرسات تلك المادة  فشلن  فى إيجاد وإدخال ما يتناسب مع موضوعات البحث، ستخرج الأبحاث من أيدى قوارير مصر.. لا من أيدى وفكر وعقل طلاب مصر!!!!!

د طارق شوقي.. نحن نقدر ونسعد ونحترم حرصك على تعليم الطلاب مهارات جديدة كالاعتماد على الذات، والبحث، والتحليل، وربط الموضوعات، وطريقة صياغة الأفكار .. ولكن كيف يحدث كل ذلك دون تدريب مسبق  وممارسة ومساعدة من جانب المدرسة والمدرسين؟ كيف نطلب منهم فجأة وبدون أدنى مقدمات أن يقدموا بحث يتضمن العديد من الشروط والعناصر و قواعد للصياغة والربط دون أن يعرفوا حتى معنى كلمة بحث!

«لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها «وما تفعله الأمهات اليوم من أجل تنفيذ البحث يفوق طاقتهن.. فرفقا بالقوارير.. يا سيادة الوزير

[email protected]