رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فكرة

 

 

 

انتشلنى خطاب الرئيس السيسى فى افتتاحه لعدد من المشروعات التنموية فى سيناء  قبل يومين، من حالة اكتئاب تنتابنى بين الحين والآخر، وتنجح مقاومتى الشقية فى التغلب عليها  فى كثير من الأحيان، وتفشل أحياناً أخرى. حفل  خطاب الرئيس بحقائق باهرة،  ساهمت فى الشد من أزرى، وبعث  القوة فى ضعفى، ومغالبة  مشاعر الضعف والخوف والاكتئاب  التى تحيط بى.

«اطمئنوا». حين نمى إلى سمعى تلك الكلمة فى خطابه، أفقت من إجهادى وشعرت  بأن الرئيس  السيسى يوجه كلامه  لى شخصياً، وهو شعور قد ينتاب ملايين غيرى من  المصريين، ممن يحرصون على متابعة خطاباته  وتصريحاته، وهم من يسجل التاريخ  صفحات  أكثر من الهم على القلب، مثقلة بالحذر والريبة من حكامهم، حتى يثبت عكس ذلك، قد باتوا يثقون بأن قيادة بلدهم  قد آلت  لمن يعرف حق المعرفة، حجم عذاباتهم على مر الأزمان، وتوقهم الدائم لحكم عادل ومنصف وكفؤ يخفف آلامهم ويأخذ بيدهم إلى مصاف الدول المتقدمة، ويضع بلدهم فى المكانة التى تليق بها  كدولة للحق والقانون، وكمهد للحضارات ومنشأ الأخلاق بعد بزوغ فجر الضمير المصرى، كما وصفها عالم الآثار والمؤرخ الأمريكى جيمس هنرى بريستد.

«اطمئنوا  وافرحوا»:  نزلت الكلمة على نفسى  الكسيفة برداً وسلاماً، وأمدتنى بالقوة والعزيمة والثقة بالنفس  وزلزلت مخاوفى وأوهنت هواجسى  التى تراكمها لحظات الاكتئاب، وزادت من كبريائى الذى تنفث فيه الحياة، كلما خطت بلادى  خطوة  إلى الأمام، تثير  كيد الكارهين والظالمين والحاسدين  والمهرجين.

ولأن وعد الرئيس بالطمأنينة  جاء ممزوجاً كذلك  بالدعوة للفرح، التى تهل علينا من قلب  سيناء بوابة مصر الشرقية، وخط دفاعها الأخير، كما وصفها جمال حمدان ومع الاحتفال بعيد تحريرها، فإن الفرح يتضاعف. فقد أدمت  سيناء روح جيلنا باحتلال  دام ست سنوات، وارتوت أرضها بدماء نحو مائة ألف شهيد، وهى  التى تشكل 6% من مساحة مصر،  وتعد مساحتها ثلاثة أمثال الدلتا، بعدما راحت ملفات تعميرها أدراج الرياح ، وجعلها الفراغ العمرانى  دوماً، مطمعاً للغزاة والمستعمرين .

قناة تتضاعف وأنفاق تتعدد، ومعمار يتمدد، وأراض تتمهد واحدة للزراعة وأخرى للرعى وثالثة للصناعة، وتجمعات سكنية تراعى الظروف البيئية والتقاليد الاجتماعية للسكان، وإنجازات يفوق حجمها الزمن الذى استغرقه تنفيذها، وستة مليارات جنيه قابلة للزيادة، من ضرائب المواطنين وصندوق تحيا مصر، وترشيد الإنفاق الحكومى، واسترداد حقوق الدولة المعتدى عليها، وتعقب الفساد والفاسدين،  وللراغبين من القطاع الخاص فى المشاركة بشروط الدولة المصرية، وغيرها من الموارد، لأن تعمير سيناء  وتنميتها بات فى عقيدة الجيش المصرى والدولة، أمن قومى لمصر، لا يقدر -كما أكد  الرئيس- بأى ثمن.

يقوم أى حكم رشيد على معادلة بسيطة، هى رضا الناس، الذى يتشكل من سياسات  تضع على رأس أولوياتها احتياجتهم الأساسية، وتشركهم فى تنفيذها، بالمصارحة بحجم  الحقائق وطبيعة التضحيات المطلوبة، وبالموازنة الصحيحة بين الحقوق والواجبات، وهى السياسات المتبعة  منذ ست سنوات لنظام الثلاثين من يونيو، لا ينكرها سوى الغافلين. ومن نعم الله علينا أن كان على رأس هذا النظام قيادة  حكيمة ، تعقل غضبها، وتتسم  بعفة اللسان، ووفرة الأدب والحياء،  تحترم أقدار الآخرين، فلا تشير إلى الدكتور مصطفى مدبولى إلا «بدولة رئيس الوزراء» ولا تعبر عن الغضب من طرق الخلاف فى الرأى بين أطراف النخبة المصرية، إلا بالتلميح والإيحاء، وبالدعوة لاحترامه، والتسلح بالحقائق والمعرفة بدلاً من التنابز بالألقاب .

فإذا كانت مضادات الاكتئاب لم تنجح فى إخراجى من تلك الحالة، فقد فعلها الخطاب الرئاسى الحافل بالأمل والأحلام الممتدة القابلة للتحقق، فشكراً سيادة الرئيس.