رؤى
من المؤلم جدا أن ينتهى الحال بنجل أحد كتابنا أو سياسيينا الكبار إلى النوم على الرصيف، وان تقرأ المآساة التى يعيشها على مواقع التواصل الاجتماعى، أين أسرته، أشقاؤه، أقاربه، أصدقاؤه؟، ماهى الأسباب التى أدت إلى النوم على الرصيف؟.
هذه المآساة عاشها أحمد نجل الكاتب الراحل شوقى عبدالحكيم، رسوماته لفتت انتباه سكان المنطقة التى يفترش رصيفها، حاولوا مساعدته بالأموال بالطعام رفض وبشدة، اشتروا منه رسوماته، اقترب منه بعض الشباب ليتعرفوا على قصته، فوجئوا بأنه يتحدث عدة لغات، وعرفوا انه درس بالخارج، وأنه نجل الكاتب الكبير شوقى عبد الحكيم رحمة الله عليه، نشروا صوره على مواقع التواصل، وطالبوا الحكومة بإنقاذه وانتشاله من حياة التشرد والنوم على الرصيف، وبالفعل قيل إن وزارة الثقافة استجابت، وتحاول الآن التوصل إليه ومساعدته.
الرحال شوقى عبد الحكيم من الكتاب الكبار الذين تركوا العديد من الدراسات والمؤلفات الهامة للمكتبة المصرية والعربية، درس الفلسفة بالجامعة المصرية وانشغل بالدراسات الشعبية، وله ما يقرب من 46 كتابا بين دراسات فى السير والأدب الشعبى، وبين المسرح والقصة، وتحولت بعض أعماله إلى أفلام سينمائية، مثل: حسن ونعيمة، وشفيقة ومتولى.
تم اعتقاله فى الستينيات لفترة، وخلال فترة الاعتقال كتب: سعد اليتيم، والعتمة، وبعد الافراج عنه ترك البلاد وعاش فى لبنان، وعمل فى اذاعة البى بى سى، وكتب هناك عمله الرائع» بيروت البكاء ليلا»، وعندما نشبت الحرب الأهلية ترك بيروت وتوجه إلى لندن.
شوقى عبدالحيكم والد أحمد الذى وصل به الحال إلى النوم على الرصيف، من العلامات البارزة فى الدراسات الشعبية، ترك لنا: الأميرة ذات الهمة، الحكايات الشعبية العربية، الرجل والمرأة فى التراث الشعبى، الزير سالم، السير والملاحم الشعبية العربية، الشعر الشعبى الفولكلورى، سيرة الملوك التباعنة، سيرة بنى هلال، عزيزة ويونس، ومن أبرز ما تركه لنا رحمة الله عليه « موسوعة الفولكلور والأساطير العربية « التى لا غنى لباحث فى التاريخ أوالدراسات الشعبية عن الرجوع إليها.
شخصية بحجم شوقى عبدالحيكم، الذى توفى سنة 2003، من المؤلم جدا أن ينتهى الحال بابنه إلى الشارع، إلى افتراش الرصيف وبيع رسوماته بأسعار زهيدة لكى يجد قوت يومه.