عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

كورونا تحولت إلى مصلح اجتماعى، فليس أقل من أن نقابلها بالتكامل الاجتماعى.

أثرياء العالم يتسابقون لمد يد المساعدة لشعوبهم للخروج من جائحة كورونا، وبدون ذكر أسماء، فإن رأسماليين كباراً وضعوا أموالهم ومصانعهم وثرواتهم وكل ما يملكون تحت أمر حكوماتهم لمساندة اقتصاد بلادهم وحمايته من الانهيار.

هناك مصانع غيرت خطوط إنتاجها، وتحولت إلى إنتاج المطهرات أو أجهزة التنفس الصناعى، وبيوت أزياء أصبحت تنتج كمامات وجوانتيات، ومصانع عطور تحولت لإنتاج الكحوليات.

بعض الأثرياء قدموا مليارات الجنيهات، وتعهدوا بتقديم المزيد، فى هذا الوقت لا صوت يعلو فوق صوت المسئولية الاجتماعية، ورغم أن رجال الأعمال فى الدول الكبرى بنوا أنفسهم بأنفسهم، وجمعوا ثرواتهم بكدهم وعرقهم ودموعهم، وعندما كونوا ثروات طائلة لم يتنكروا للحقوق المطلوبة منهم، والتزموا بسداد الضرائب وكل المستحقات الإدارية، ووضعوا جزءاً من أرباحهم تحت تصرف البحث العلمى، وجمعيات حقوق الإنسان وحقوق الحيوان وحقوق الجوعى والمرضى والمستشفيات ودور المسنين، ولم يتبرموا، ولم نسمع أحدهم يقول إنه لم يكن يجد حذاء يضعه فى قدميه من حرارة الأرض، أو لم يجد بطانية تحميه من برد الشتاء، لم يقل أى منهم إنه نام فى الشوارع، وصاحب القطط والكلاب الضالة، وأكل معها فى إناء واحد، ولم يقل إنه كان يمشى على قدميه عدة كيلومترات فى رحلة الذهاب والعودة من المدرسة؛ لأنه لم يجد ثمن المواصلات، أو لم يجد الملابس الجديدة، وكان يرتدى ملابس زملائه التى كانوا يستغنون عنها فى إطار مسايرة الموضة.

كل ذلك لم يرد على لسان أصحاب الأموال فى الخارج، لحسوا التراب، وأصبحوا من أساطين الأرض، وعندما جاء الوقت لمد أيديهم لمساعدة بلادهم، بادروا بأنفسهم دون أن يطلب منهم أحد تقديم كل ما يملكون، تسابقوا إلى أعمال البر، وإنقاذ الملهوف، وفكروا خارج الصندوق بدون أنانية، ولا البحث عن ذراع الدولة من أجل ليها، ذهبوا بأموالهم بأنفسهم بدون دعوة، لأن فى أموالهم حقاً معلوماً يدفعونه وقت الخطر، هم تربوا على ذلك، تعلموا أنه بدون دولة ولا حياة ولا حركة فى الشارع لن تفيدهم أموالهم، تعلموا أن الكوارث لا تنتقى، قد يذهبون ويتركون الأموال، وعندما يتصدقون بها ستكون أفضل لهم، على الأقل إنهم يكونون قد خدموا البشرية إن لم يكن بعلم فبمال ينتفع به.

الصدقة الجارية الآن يقوم بها الغرب، والباقون حوله مازالوا حول أموالهم راقدين، ينتظرون الدولة تعمل كل شىء، وتدفع مرتبات عمال مصانع، وتعفيهم من الضرائب، وتمنحهم الامتيازات.

الدولة لا تفتش فى جيوب الأثرياء، لكن لابد أن يكون فى عيونهم نظر، وفى صدورهم قلوب، فما يحدث فى الخارج لابد أن يكون درساً للجميع الذين يتسابقون فى نهاية عقود الاحتراف، ويحومون حول البورصات، ويترقبون المزادات، ويحوزون الأراضى بالكيلومترات، الدولة لها حق على كل هؤلاء، كما أن للشعب الفقير عليهم حقاً فى أموالهم؛ لأن فى أموالهم حقاً معلوماً للسائل والمحروم، كما جاء فى القرآن الكريم، ولكن للأسف أهل الغرب يعملون به أكثر، كما قال الإمام محمد عبده: رأيت إسلاماً بلا مسلمين، ومسلمين بلا إسلام.