حالة حب

العلاقات الإنسانية بين الناس خلال هذه الفترة العصيبة من تاريخ البلاد، والتى تتصدى فيه مصر للوباء العالمى كورونا، تبدلت وتغيرت إلى الأفضل والأحسن، فمنذ اتخاذ الإجراءات الاحترازية التى قامت بها الدولة حفاظاً على صحة المواطنين وسلامتهم، وتجاوب معها الجميع بشكل يفوق التصور، وجدنا أيضاً تغييراً واسعاً فى العلاقات الإنسانية بين المواطنين.

المعروف أن المصريين وقت الأزمات والشدائد يكونون على قلب رجل واحد ويد واحدة فى مواجهة المحن، وقد لمسنا ورأينا التغيير الرائع فى العلاقات بين المواطنين، فالكل رغم المحاذير الشديدة فى التعامل، إلا أن الجميع فى تعاملاته تسوده العلاقة الطيبة والشفافية الرائعة، فالشارع المصرى وجدنا فيه حالة جديدة من العلاقات الطيبة بين الناس كانت مفقودة منذ فترة طويلة.

بصراحة استطاعت الإجراءات الاحترازية لمواجهة كورونا، أن تعيد الحب من جديد بين الناس بشكل لافت للأنظار، وهذا الحب ليس فقط بين المواطنين أنفسهم، وإنما بين الناس والسلطة التنفيذية القائمة على تنفيذ الإجراءات الاحترازية. فالجميع يعمل فى ظل هدف واحد هو تحصين الجموع من المصريين ضد هذا الوباء اللعين، حالة الحب السائدة الآن ليست غريبة على الشعب المصرى، فهو دائماً ما تجمعه الشدائد بشكل مختلف تماماً عن جميع شعوب الأرض، الجميع ينسى الخلافات، والتسامح هو المنهج الذى يسود، طالما أن هناك هدفاً أمام الجميع.

وكلنا يذكر كيف أن الأمة المصرية، تجمعت خلال السنوات القليلة الماضية ضد جماعة الإخوان الإرهابية، واصطف الجميع حول هدف واحد هو ثورة «30 يونيو» وتحقيق المشروع الوطنى للبلاد تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، ولذلك لم يكن غريباً بأى حال من الأحوال أن يكون الجميع على قلب وإرادة رجل احد فى مكافحة هذا الفيروس اللعين.

وكذلك الحال فى التجاوب الشديد بين الناس والدولة فى القرارات والإجراءات والتدابير الاحترازية للسيطرة على الوباء اللعين.

نعم الحب فى زمن الكورونا ظاهرة حقيقية لا يختلف عليها اثنان، بل حالة الحب التى تسود جميع المصريين مصدرها الرئيسى طبيعة هذا الشعب العظيم الذى يتلاحم ويتكاتف بشكل واضح خلال الأزمات والشدائد..

تحية لشعب مصر العظيم الذى سينتصر على وباء كورونا وخلافه، وسيعبر هذه المحنة بسلام.

‏[email protected]