عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

مر أول أبريل بدون كذبة؛ لأن العالم بأكمله اكتشف أنه يعيش فى كذبة كبيرة، حيث انساق وراء سباق التسلح، وهزمه فيروس صغير لا يرى بالعين المجردة، وفرض عليه الإقامة الجبرية فى المنازل، ودمر اقتصاده، وجرده من كل مظاهر القوة.

المارد الجديد الذى هزم العالم لا تصلح معه صواريخ ولا أسلحة كيماوية ولا قنابل ذرية، علاجه الماء والملح، ومازالت الحرب محتدمة بين الجانبين، وعلى أى حال سوف تنتهى الحرب إما بهدنة طويلة أو قصيرة، ولكن هناك توقعات بأن تستأنف فى وقت لاحق.

النتائج التى توصل إليها العالم حتى الآن هى أن الولايات المتحدة لم تعد متحدة، وأن الاتحاد الأوروبى اسم على غير مسمى، وأن صفقة القرن أصبحت فشرة القرن، والفيتو أصبح فى يد «كوفيد 19»، وحلف الأطلنطى فى خبر كان، والقوى العظمى ترقد فى حضن أجهزة التنفس الصناعى.

هذا التحول غير المتوقع الذى بدأ به عام 2020 سيعيد ترتيب أوراق اللعبة من جديد، فقد أصبح العالم يحتاج إلى دفاعات صحية أكثر من الدفاعات العسكرية، فلابد أن يتم التفكير فى نظام صحى عالمى، تستطيع به الدول مواجهة الفيروسات المحتملة، الكارثة لابد أن توحد العالم الذى يواجه عدواً مشتركاً يستطيع أن يواصل ضرباته فى أى وقت، الاستثمار فى الفيروسات فى الوقت الحالى أصبح أهم من الاستثمار فى السلاح الذى أصبح أداة لاستعمار الشعوب، والاستيلاء على ثرواتها، وفرض سياسة البلطجة.

ما بعد كورونا لابد أن يكون الانتماء للإنسانية، والأعمال الخيرية، ومساعدة الشعوب الفقيرة، الأولوية لابد أن تكون لقوة القطاع الصحى وليس لقوة التسليح.

مطلوب أن نرى دعوة عالمية لجميع علماء العالم فى معمل واحد للبحث عن لقاحات الحياة، بدلاً من تصنيع القنابل المدمرة، علماء الأديان لابد أن يلتفتوا لدعم الأخوة الإنسانية، النزاعات الحالية بين الدول لابد أن يتم التوصل إلى حلول لها فى إطار القانون الدولى، تحت شعار «لا عدوان بعد اليوم»، لابد أن يتوقف الغزاة، والمتآمرون، تعود الحقوق لأصحابها.

إن الجلوس إلى طاولة المفاوضات فى هذا الوقت لحل الخلافات الثنائية سيكون أثره النفسى فى غاية الأهمية لتقوية أجهزة المناعة، بعد أن ضعفت النفوس، وصدئت العقول، وتجمدت المفاوضات وعمت الغطرسة، والقوى أصبح يترصد بالضعيف.

الدفاعات الصحية هى المطلوبة حالياً، الاستثمار فى الصحة هو كلمة سر النجاة من الفيروس الضعيف الذى امتطى ظهر البشرية عدة شهور ومازال، ولا نعرف متى يعفو عن ضحاياه.

العلم ثم العلم ثم العلم، ولابد أن يكون العلم الصالح لخدمة البشرية، وليس لدمارها، فيروس كورونا سيكون ضعيفاً أمام الاتحاد من أجل الحياة، ولكن الغطرسة والسعى إلى امتلاك القوة المفرطة لابد أن ينتهيا بدون رجعة.