رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

هذا هو فيروس كورونا وبدون سابق إنذار أو دراسات بيئية أو اجتماعية أو اقتصادية أو مشاورات بين الشرق والغرب والشمال والجنوب، شرع فى بناء سد كبير حبس خلفه الإنسانية كلها فأفقدها الأمن والأمان وعطل اقتصادها وعطل نماءها ونهضتها، وعطل كل حركتها، فأصبحت حبيسة حدودها وأصبح الإنسان حبيس بيته.

ولكن هذا الفيروس رغم نواياه الخبيثة، استطاع أن يجعل البشرية تنظر الى السماء وتجأر بالدعاء الى رب الأرض والسماء، فهو الذى فى السماء إله وفى الأرض إله، واستطاع هذا الفيروس أن يوحد البشرية جمعاء على قاعدة واحدة مشتركة، وهى قاعدة الإنسانية، حيث خلعت البشرية كل العباءات العنصرية والطائفية، وتظللت بعباءة الإنسانية وتعاملت بالمشترك الإنسانى وتوحدت حول عنصرين الأول هو الدعاء والثانى هو الدواء.

فالدعاء امتثالاً لقوله تعالى: «قل ما يعبأ بكم ربى لولا دعاؤكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاماً» «آية 77 ـ سورة الفرقان» أى لا يكترث بكم أو يبالى بكم الله أيها البشر إلا بالدعاء، أما الدواء فهو عمل العلماء الذين يبحثون  الآن عن دواء هذا الداء، فما أنزل الله من داء إلا ومعه الدواء ويبقى جهد البشر فى البحث عن الدواء.

ولكن هذا السد الذى بناه هذا الفيروس سينهار سريعاً لأنه ضد الإنسانية وضد الإعمار والنماء، فالله سبحانه وتعالى قد أنشأنا من الأرض واستعمرنا فيها، فبإذن الله بالدعاء والدواء سينهار هذا السد وتعد البشرية لسابق عهدها من الأمن والأمان والاستقرار والنهضة والنماء شريطة أن تلتزم بهذين العنصرين الدعاء والدواء.

وهكذا فإن السدود حين يشرع الإنسان فى بنائها لا بد أن يكون هدفها الإعمار والنماء وليس  هدفها تعطيل النماء والبحث عن الفناء، وخاصة تلك التى تبنى على انهار مشتركة، فلقد أنشأ الله هذه الأنهار فى دول عدة وهى تجرى بأمر الله تعالى إيذاناً بالتواصل والتعاون وليس بالتفرق والتضاد والجور والظلم.

لذا لا يمكن أن تقوم نهضة أمة على حساب أمة أخرى، ولكن بالتعاون تستطيع الأمم جميعاً أن تنهض وأن تأخذ بأسباب التقدم.

ولنأخذ من سد كورونا العبرة فإنه سوف ينهار  وسوف تعبره البشرية جمعاء بتعاونها فى دعائها الى المولى عز وجل واجتهادها فى البحث عن الدواء، لأن هذا السد ضد الحياة وضد الإعمار والنهضة، أما السدود التى تبنى من أجل الحياة والإعمار والنهضة، فإنها تبقى بقاء البشرية وإن كان هدفها غير ذلك فإنها ستفنى وتنهار كسد كورونا. فإن هذا الجمع من الفيروسات الكورونية التى بنت سد كورونا سيهزم ويولون الدبر لأنهم ضد الحياة والنهضة والإعمار.

«سيهزم الجمع ويولون الدبر» «سورة القمر آية 45».