رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بالعقل

 

 

حقيقة الموت جلية واضحة مجردة منذ بداية الخليقة حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وما يختلف فيه البشر هو طقوس ومراسم تشييع الجثث ما بعد الموت،  ومن تلك الطقوس مثلا  التعليق، التقطيع،  الطهى أو إطعام الجثث للنسور.. أو الدفن فى شجرة كتقاليد تحكم بعض الشعوب المُختلفة. 

وحتى الآن يختلف التعامل مع الموت من مكان لآخر، فبعض طرق التعامل قد تجد أنها غريبة أو صادمة بالنسبة لك، والبعض الآخر  مجنونة  كبتر الإصبع للتعبير عن الحزن بعد الفقد،  أو وضع الجثمان فى تابوت للاحتفاظ به فى شقوق الجبال،  وكذا كان يتصرف المصرى القديم مع موتاه بالتحنيط لمعتقد للحياة الأخروية والحضارة الفرعونية ذاخرة بتراثها ومعابدها وآثارها الخالدة.

والطقوس الجنائزية مُختلفة، يتحكم فيها المُعتقد والحياة الثقافية والدينية فى  مُختلف أنحاء العالم، بعضها تاريخى لم يعد أحد يقوم به الآن، والبعض الآخر ما زال قائماً حتى الآن.  منها على سبيل الحصر  ما تقوم به قبائل الهندوس والبوزيين بالحرق  ونثر الرماد بالأنهار أو وضعه فى زجاجة وإلقائه فى مياه البحر.

وفى الصين القديمة وجدت توابيت مُعلقة، فقد اكتُشف المئات من التوابيت مثبتة أو معلقة أو مخبأة فى مناطق محفوفة بالمخاطر، بعد أن أسس شعب (بو) حضارة قديمة مُعقدة، لكنها اختفت من الأرض قبل نحو 400 عام، بسبب محدودية التدوين والاحتفاظ بالمدونات، ولا تزال تلك الحضارة غامضة، ومع ذلك، فإن القطع الأثرية التى تم العثور عليها تُقدم دليلاً ملموساً على الطبيعة الخاصة للطريقة التى عاشوا وماتوا بها.  بخلاف ما رسمه قدماء المصريين وعصر الفراعنة من طقوس منحوتة بمعابدهم الشامخة. 

وفى العصر الإسلامى يعد اللحد والقبر الشرعى  أفضل وسيلة للتعامل مع موتى أهل الحضارة الإسلامية بدون مواربة أو محاباة.

وما رأيناه وسمعناه هذه الأيام  مع تفشى وباء أنفلونزا الكورونا  (كوفيد ١٩)،  وحالة الهلع والرعب التى أصابت وتحكمت  فى البشرية جمعاء فى كل دول العالم،  جعلت الحرص الشديد هو سيد الموقف فى التعامل مع شهداء هذا الداء اللعين،  فرأينا الاستعدادات والمراسم  مختلفة كثيراً عما مضى، فبعد أن كانت المشاركة المجتمعية عنوانا للتعاطف الوجدانى والروحى والمؤازرة للتخفيف عمن أصابته مصيبة الموت، أصبح الكثير يتهرب ويؤثر السلامة ويتحوط خوفاً من حقيقة ويقين جميعنا سنصل إليه لا محالة.

عضو الهيئة العليا لحزب الوفد