رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

هناك فارق بين وزير مالية ولاية هيسن فى ألمانيا الذى انتحر بإلقاء نفسه أمام القطار، وبين رجل أعمال يهدد بالانتحار، الأول شعر بالمسئولية نحو اقتصاد بلاده الذى ينهار أمام عينيه بسبب تفشى فيروس كورونا وزيادة أعداد المصابين، والثانى يخشى على استثماراته الخاصة ولا يهمه سلامة العاملين فى مشروعاته، وفى كل الأحوال فإن الانتحار حرام، وهروب من المسئولية، ومرفوض شكلاً ومضموناً، ولا يقدم عليه إلا المرضى.

المحنة تكشف معادن الرجال، ولا يظهر الرجال إلا وقت الشدة، كما يحدث مع كتائب البالطو الأبيض الذين يقودون معركة إنسانية مع فيروس كورونا القاتل، يواجهونه بالعلم، والتضحية، والإخلاص للوطن، دفاعاً عن كرامة مصر. الأطباء والممرضون والفنيون هم خط الدفاع الأول والجيش الأبيض الذى يتعامل مع الفيروس، وحقق نتائج طيبة أشادت بها منظمة الصحة العالمية.

قال جون جبور، ممثل منظمة الصحة العالمية فى مصر، إن مصر لديها نظام ترصد قوى تعامل مع ظهور الفيروس فى البلاد باحترافية شديدة، فضلاً عن إجراء الكشف المبكر وفحص المخالطين والعزل، وبالفعل تحولت مستشفيات العزل فى مصر إلى ما يشبه جبهات القتال، ولم يفكر الأطباء فى حياتهم؛ لأن الأمر يتعلق بمصر التى تهون من أجلها الحياة، أصحاب البالطو الأبيض يقاومون الشبح القاتل، فى الوقت الذى اختفى، وتوارى، وانزوى فيه أصحاب الأموال الذين يفكرون فى أنفسهم فقط، يرجعون أرقام حساباتهم، ويتحسسون محافظهم، ويتابعون حركة البورصة وأيديهم على قلوبهم، والأطباء لا يفكرون فى المال، ولا الأهل ولا الولد، ونزلوا إلى الميدان وجهاً لوجه مع القاتل الشرس، وسقط أحدهم شهيداً، وواصل زملاؤه المهمة الإنسانية بثبات وصبر.

الرسالة النبيلة التى يقوم بها الأطباء وكل العاملين فى قطاع الصحة يرجعون محل تقدير من الرئيس عبدالفتاح السيسى ومن جميع أفراد الشعب المصرى، فكان الحافز المعنوى من الرئيس عندما أشاد بالدور الكبير الذى يؤديه ملائكة الرحمة فى مواجهة كورونا، والحافز المادى حيث أصدر الرئيس قراراً بزيادة بدل المهن الطبية بنسبة 75٪، وأنشأ صندوق مخاطر لهم تقديراً للمهمة القومية التى يقومون بها.

الأزمات دائماً تكشف المعادن الجيدة من الرديئة، وتكشف الذهب من الصفيح، والإيجابى من السلبى، الأطباء يستحقون لقب جيش مصر الأبيض، وندعو أن يستمر هذا الوصف رمزاً للدور القومى الذى يقومون به، ونخصص له يوم نحتفل به كل عام وقد يكون يوم اعلان مصر خالية من الفيروس كورونا، فلا يوجد شرف أكبر من كلمة جيش، لأن مصر فى رباط إلى يوم الدين، بجيشها الذى تمثله القوات المسلحة المصرية التى تقوم بدور كبير فى تخفيف هذه الجائحة عن كاهل الدولة، وهناك الشرطة المصرية التى تبذل جهوداً جبارة فى تنفيذ حظر التجوال الجزئى، حرصاً على سلامة المواطنين بأسلوب حضارى يراعى الظروف الانسانية.

وهناك الشعب المصرى الذى استجاب للتعليمات، ونفذ القرارات الهادفة إلى تخفيف آثار الأزمة، وهى لصالح حماية حياتهم وعدم تعرضهم للإصابة.

مصر بالكامل هى الجيش المصرى بكل تخصصاته، سواء عسكرية أو مدنية، وسوف تمر مصر من هذه الأزمة بفضل تكاتف الجميع وتضحيات الأبطال، ونرجو من الذين تكاسلوا أو الذين يفكرون فى مصالحهم الشخصية من القادرين أن يعيدوا النظر فى تصرفاتهم، لأنه لن ينفع مال ولا بنون إذا اتسع الخرق على الراتق، فيجب أن يكون المصريون جميعاً هم الراتق لهذه الأزمة، ويقفوا على قلب رجل واحد للعبور منها.

دعوة من القلب لأصحاب الأموال هذا وقت الرجال، وهذا وقت الوقوف مع الدولة، فيجب أن نكون جميعاً أطباء مصر فى تخصصاتنا.