رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

دائما ما أدعو الله عز وجل أن أموت فى مكة، أن أؤدى مناسك الحج أو العمرة وأموت فى بيته، اعتقادا منى بأنها أجمل وأحلى موتة، وأن ربنا هيغفر لى ما أسرفت على نفسى فيه، هذه الأمنية توارثتها من أهلى وجيرانى، فهى من المعتقدات الشعبية، وأغلبنا يتمناها ويدعو الله أن يحققها له.

وهذا المعتقد ليس وليد ثقافتنا المعاصرة، بل يعود إلى أكثر من ألف سنة، اغلب المسلمين الأوائل كانوا على قناعة بذلك، ففى كتاب أخبار مكة لمحمد بن إسحاق الفاكهى المالكى، المتوفى سنة 272هــ، ذكر ثلاثة أحاديث مرفوعة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، الأول منقطع رواه: محمد بن مسلم الزهرى التابعى (58 ــ 124هـ):" من قبر بمكة جاء آمنا يوم القيامة، ومن قبر بالمدينة كنت عليه شهيدا، وله شافعا" والثاني رواه الصحابي محمد بن قيس بن مخرمة:"من مات في الحرمين، حرم مكة والمدينة، بعثه الله يوم القيامة آمنا"، والثالث رواه الصحابي أنس بن مالك (ت 93هـ): "من مات بين الحرمين حشره الله من الآمنين، فقيل له يا أبا حمزة: وإن كان كافرا؟، قال: وإن كان كافرا حتى يقضى الله بين العباد".

الأحاديث جاءت بأكثر من صياغة، ورواها أكثر من شخص، بينها أحاديث برواية أبى هريرة (59هـ)، والسيدة عائشة (ت 58هـ)، وجابر بن عبدالله (ت 78هـ)، وعبدالله بن عمر (ت73هـ)، وعمر بن الخطاب (ت23هـ)، وأقدم رواية وصلتنا كانت لأبى داود الطيالسى (المتوفى سنة 204هـ) فى مسنده، يليها فى الترتيب روايات الفاكهى(ت 272هـ) بأخبار مكة، ثم الطبراني (ت 360هـ) فى المعجم الصغير.

هذا الاعتقاد لا يخص المسلمين السنة فقط، بل أيضا الشيعة، وأقدم مصدر شيعى ذكر هذا كتاب الكافى لمحمد بن يعقوب الكلينى، المتوفى سنة 329هـ، وذكرت فى كتاب بحار الأنوار لمحمد باقر المجلس المتوفى سنة 1111هـ، وبعد أن كانت منسوبة للرسول عليه الصلاة والسلام فى كتب السنة، نسبت إلى الإمام جعفر الصادق(80 ــ 148هـ) الإمام السادس لدى الشيعة الإثنا عشرية والإسماعيلية، قال: «من دفن في الحرم أمن الفزع الأكبر، قلت له: منبر الناس وفاجرهم؟،قال: منبر الناس وفاجرهم»، وقال أيضا:"من مات في طريق مكة ذاهبا أو جائيا أمن من الفزع الأكبر يوم القيامة". وقال:" من مات محرما بعثه الله ملبيا"، وقال كذلك:"من مات في أحد الحرمين بعثه الله من الآمنين،ومن مات بين الحرمين لم ينشر له ديوان".

بغض النظر عن مدى صحة الروايات من عدمها، قناعتى لم تتغير ومازلت أدعو وأتمنى أن أؤدى الشعائر الحج أو العمرة والموت فى بيته أملا فى المغفرة.

[email protected]