رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

لعل وعسى

لم يكن لأحد منا أن يدرك التداعيات المترتبة على خطر جائحة فيروس كورونا وتزامنها مع أزمة البترول الدائرة بين السعودية وروسيا لكن بقليل من القراءة للمشهد وما سيسفر عنه فإن معدلات النمو الاقتصادى العالمى لن تزيد بعد 2% وهذا المؤشر فى غاية الخطورة لأن قراءته ترتبط بقراءة مؤشر آخر وهو معدل النمو السكانى الذى يزيد على 2% كمتوسط عالمى.

وهذا يضعنا أمام إشكالية فى غاية الخطورة وهى أن تظهر على الساحة الدولية مشكلة غذاء حقيقية قد تتطور إلى مشكلة مجاعة ومن المؤكد أنها ستطول دول أوروبا بالكامل التى تفتقر إلى أهم عنصر من عناصر الثروة الزراعية والحيوانية ألا وهو الإنسان حتى ولو بقى معها قدر ضئيل من التكنولوجيا فإنه قد لا ينفعها بعد أن كانت لا تسمح من خلال مجموعة مجموعة الشركات الاقتصادية الكبرى ورجال عصاباتها من قراصنة الاقتصاد وثعالب المخابرات المنتظرين فى خلفية الأحداث والمطورين لحروب الجيل الرابع من أن تقوم لأى دولة صغيرة قوة من خلال أضلاع مثلث يسمى الكربوقراطية الذى أسسه مكنمارا وزير خارجية أمريكا الأسبق ورئيس شركة فورد ورئيس البنك الدولى الذى دافع عن الاقتصاد الكينزى خلال حرب فيتام ووجود سلالة جديدة من رؤساء مجالس إدارات كانوا بمثابة رأس الحربة نحو الإمبراطورية العالمية الأمريكية الجديدة والاحتيال على البنك الدولى وجعله وسيلة للامبراطورية العالمية وكيفية التنقل لمجموعات الكربوقراطية رأس المثلث وهى الشركات الدولية العابرة للقارات والإدارة الأمريكية وأدوات العولمة من بنك وصندوق دوليين ومنظمة التجارة العالمية.

لم يكن مكنمارا يدرك ولو للحظة واحدة أن الإمبراطورية العالمية التى نسج خيوطها تنهار أمام فيروس ضعيف لم يستطع العلم الذى من المفروض أن يكون لصالح خدمة البشرية أن يقف أمام هذا الفيروس معلنًا أننا قد نواجه فترة مشئومة فى تاريخ البشرية معلنه تنازل الولايات المتحدة الأمريكية عن امتلاك نصف ثروة العالم لصالح الدول النامية والفقيرة وانهيار النظام الاقتصادى العالمى ومنظمة التجارة العالمية بداية من انهيار التكتلات الاقتصادية الإقليمية مثل الاتحاد الأوروبى والتجمع الأمريكى وانهيار الاندماجات والكيانات الكبرى مثل الشركات الدولية وأسواق المال خاصة بورصة نيويورك والبنوك وشركات التأمين وانهيار النظام الاقتصادى العالمى المعتمد على تحرير التجارة التى سوف تقيد لضمان الغذاء وجذب الاستثمارات الدولية التى ستجف بأزمة البترول بين السعودية وروسيا وانهيار المنظمات الدولية كمنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة.

ولكن ما قد يبقى يجب أن نحافظ عليه وهو الثورة العلمية الحديثة القائمة على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والفضائيات والهندسة الوراثية بشرط أن تكون موجهه نحو معالجة ما أفسده الإنسان والقائم على صدام الحضارات. على أيه حال فقد توصلت لنتيجة وهى أن هذه هى حال الدنيا منذ أن خلق الله الأرض وأن المظهر الخارجى المصطنع والحقائق المختفية وراءها ليس أكثر من ابتكارات عقل إنسانى ونعرف جميعًا أن الحقيقة ليست هكذا بعد أن وصلنا لمستوى مهول من الخداع سيؤدى إلى خراب حضارتنا ليس من الناحية المادية فقط ولكن من الناحية الأخلاقية وهو الأخطر بسم الله الرحمن الرحيم «فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون» (صدق الله العظيم. 44 الأنعام).

رئيس المنتدى الإستراتيجى للتنمية والسلام