رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

 

 

آخر أخبار «كورونا» أن مدينة ووهان الصينية التى تلقت أول طلقة من فيروس كورونا فی ديسمبر الماضى، بدأت تخرج من عزلتها وتستقبل سكانها العالقين خارجها، فى الوقت الذى يحتمل أن يقوم فيه «ترامب» بوضع عدة ولايات أمريكية، فى مقدمتها نيويورك، قيد الحجر الصحى، ما يؤكد أن مرحلة ما بعد «كورونا» سوف تشهد ترتيبات جديدة فى توازن القوى الذى يتوقع خلاله أن تخسر أمريكا لقب سيدة العالم، بعد فشلها فى توفير الحجر الصحى للمصابين.

وبعد إعلان إيطاليا عن وفاة ألف شخص بالفيروس فى يوم واحد، ليرتفع عدد الوفيات فيها إلى نحو 10 آلاف حالة، مسجلة أعلى رقم فى العالم، توجه الرئيس الإيطالى سيرجيو ماتاريلا، بخطاب إلى الشعب يواسيه فى المصاب الجلل، وبالمناسبة هو شخصية محبوبة بين الإيطاليين، ويتمتع بشعبية كبيرة، وقبل أن يبدأ الرئيس خطابه فنبهه مستشاره جوفانى جراسو إلى أن خصلة من شعره فى غير مكانها، وطلب منه تسويتها فقال له الرئيس إيه يا جوفا: أنا أيضاً لم أعد أذهب إلى الحلاق، الرئيس، 78 عاماً، كان يبدو عليه الحزن الشديد وهو يتحدث إلى الشعب الإيطالى، وأذيعت هذه الفقرة عن الحلاقة فى الخطاب بدون حذف، لا أحد عنده وقت للمونتاج، ولا المراجعة، فيروس كورونا قلب الطاولة على العالم، ووقف فى الميدان ينادى هل من مبارز.

ضحايا كورونا فى العالم أصبح آلاف القتلى وآلاف المصابين، والخسائر الاقتصادية بالمليارات، ولا أحد يعرف متى تتوقف هذه الحرب وليس للبشرية  من طريق إلا الصبر والعلم، ومازال العلماء يبحثون عن طريقة لردع هذا الفيروس اللعين، هناك تطمينات، وهناك تحذيرات، وتبقى الشعوب فى العالم بين الأمل والرجاء.

الرجاء من الله أن يزيح هذه الغمة، ويصرف هذا البلاء، وإن كان العالم يستحق الأدب، فإنه تأدب بما فيه الكفاية، هناك نفحات إيمانية حلت على شعوب العالم، تذكرت فيها أنها انشغلت بالدنيا عن الآخرة، وهناك مئات تفرغوا لجمع المال بأى طريقة، وعندما جاء الوقت ليكفروا عن تصرفاتهم مازالت أيديهم ممدودة إلى أعناقهم، ولا يدرون أن من جمع المال وعدده، فإن كورونا تأتى تطيره.

الأعمال الصالحة هذه الأيام هى الباقية، إخراج الزكاة، وأداء الصلاة، والكف عن الظلم وقول الزور، وعدم الفساد، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، واضح أن ما نحن فيه هو عقاب من السماء سيزول، ونحن نستقبل شهر رمضان شهر الإحسان، فأوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، اللهم بلغنا رمضان، ونحن فى أسعد حال.

رئيس إيطاليا لم يذهب إلى الحلاق بسبب انشغاله بإدارة الأزمة، ومن سمعك يا عم «سيرجيو»، الحلاقون «بينشوا» فى كل ربوع العالم، عادات كثيرة محببة أجبرنا «كورونا» على الإقلاع عنها، ومازلنا نتمسك بالأمل، فإن بعد العسر يسرا، وسيأتى يوم قريب نقول فيه «كورونا هم وانزاح».