رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صرفوا ملايين الجنيهات ولكنهم سقطوا فى كسب ثقة الناس، اشتروا أصوات الناخبين فكان الجزاء من جنس العمل، لو كان مالهم حلالاً لكان الحلال «زعل منهم» ولكنه المال الحرام الذى جاء ليذهب كما جاء فى الحرام.

ما شاهدناه فى انتخابات البرلمان هذه المرة يدرس فى الاكاديميات السياسية والاجتماعية، ورد فعل الناخب ايضا يحتاج لنظرة من رجال الاجتماع وعلم النفس والفلسفة السياسية.

آلاف اللافتات والملصقات والبنرات بصور الحجم الطبيعى للمرشحين وهدايا الرموز ولفات الزبد والزيت والصابون، وحتى البطاطين والترنجات والبنطلونات الجينز والساعات والميداليات والتليفونات وحتى كروت الشحن وحبوب المنشطات والمخدرات «آه والله العظيم»!

بخلاف «الأظرف المقفولة» على أصحاب العزوات ومفاتيح المناطق والأحياء والقرى والعزب والكفور والنجوع والبلطجية وسماسرة الانتخابات، بالآلاف وجميعها ذهبت أدراج الرياح، وراحت فلوسهم الحرام، بعد ان وقف الشعب الغلبان ليقول لا لكل أصحاب الرشاوى الانتخابية بكافة أشكالها وألوانها وخفة دمها.

«علم» الناخب على الجميع وكشفهم أمام أنفسهم قبل أن يكشفهم على مرأى ومسمع من كل الدنيا، فرأينا مرشحاً صرف ملايين الملايين وملأ الدنيا ضجيجاً بالغناء ودوشة التكاتك والميكروباصات، ولم يحصل إلا على «فتات» الأصوات من بعض المناطق ولم يتمكن حتى من اللحاق «بسبنسة» جدول العشرة الأوائل فى عدد الأصوات.

وآخرون لم يصرفوا ولم يغدقوا على البلطجية والسماسرة ولكنهم حصلوا على آلاف الأصوات ورقى بعضهم فى سباق الإعادة وهم عن «أنفسهم راضون».

«الدرس» إذن فى الشرح يقول ان الناخب أصبح من الذكاء السياسى بمكان يجعله يفرق بين الصالح والطالح وبين من جاء ليخدم الناس بجهده وكفاءته وعطائه ومن جاء ليتعالى على الناس ويعاملهم «كالخدم» بفلوسه وجاهه ونفوذه.

التجربة ياسادة تستحق. فقد دخل الإعادة ونجح من قدم نفسه للناخب بما لديه من صدق وكفاءة وسقط من قدم نفسه للناس «بالزبد واللحلوح»، فحتى لو كان الناخب فى حاجة للمال، لكن النتيجة تقول انه أكبر من كل الصغار الذين تصوروه يباع ويشترى.

والجميل فى الأمر ان الفائز كان يستحق الفوز والساقط كان فعلا يستحق السقوط فى الهوة السحيقة.

والأجمل ان المجلس القادم سيكون عند حسن ظن الناخب لأن كلمة الناخب كانت هى العليا فوصل من يستحق، إلى قبة البرلمان ولن ينسى كل نائب انه جاء بإرادة هؤلاء الناس «الغلابة» والكادحين والذين تتعالى عليهم الحكومة بقراراتها التعسفية وعقود الإذعان فى تطبيق ما تراه هى مناسبا دون النظر الى وجهة نظر الشعب.

الآن أصبح للشعب «وجهة نظر» تحترم وأصوات تجلجل بالرأى الذى يتناسب مع ظروف الشارع وواقع الحال وبؤس البائسين ببأس وقوة، الناخب قدم النواب الذين يرى انهم يعبرون عنه وقادرون على تحقيق مطالبه فى حياة يسودها العدل والكرامة، فهنيئا لنا والقادم أفضل إن شاء الله والله غالب.