رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين


تمثل شبكة الإنترنت بيئة إعلامية تمتزج فيها وسائل الإعلام ووسائطه المتنوعة في نسيج واحد عبر فضاء اتصالي متشابك، وقد شهدت السنوات الأخيرة تزايدا ملحوظا في أعداد مستخدمي هذه الشبكة، إذ بلغ عدد مستخدميها خلال عام 2018علي مستوي العالم 4.021 بليون مستخدم، ويشير التقرير الصادر عن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إلي وصول عدد مستخدمي الإنترنت في مصر إلى 40.9 مليون مستخدم حتى فبراير الماضي بنسبة انتشار بلغت نحو 48% من إجمالي سكان مصر.
وتتعدد التطبيقات الاتصالية التي تتيحها شبكة الإنترنت وتتنوع فيما بينها، وتعد مواقع التواصل الاجتماعي من أهم هذه التطبيقات علي الإطلاق، وقد أتاحت هذه المواقع فرصا حقيقية للأفراد والجماعات للتعبير عن أراءهم  لدرجة أن كل فرد أو جماعة يستطيع أن يمتلك محطة إذاعية أو مدونة أو صفحة علي إحدى مواقع التواصل الاجتماعي مثل : الفيس بوك والتويتر واليوتيوب؛ يعبر من خلالها عن توجهاته وآرائه.
وفي هذا الإطار يعد موقع اليوتيوب (You Tube) الذي ترجع نشأته إلي عام 2005 عندما أطلقته شركة "Pay Pal" الأمريكية في ديسمبر من نفس العام، وأعلنت شركة جوجل "Google" في أكتوبر 2006 شرائه مقابل 1.65 مليار دولار أمريكي؛ يعد الآن أكبر موقع للعرض والتحميل أو مشاهدة مقاطع الفيديو علي شبكة الإنترنت، وثاني أكبر محرك بحث بعد جوجل "Google".
وقد أدي ظهور موقع اليوتيوب وانتشار استخدامه إلي أن يفرض مصطلح "يوتيوبر"، وهو اسم يطلق على صانعي المحتوى في موقع اليوتيوب، نفسه علي ساحة القائمين بالاتصال وقائدي الرأي في المجتمعات الإعلامية ، كما حولت قنوات اليوتيوب المستخدمين إلي منتجي رسائل إعلامية، وحققت لهم مفهوم الجمهور النشط بكل أبعاده.
ومع كل حراك يشهده المجتمع المصري من المتوقع أن يكون هناك دور هام  لكل أدوات التعبير المتاح استخدامها لمختلف فئات وقطاعات المجتمع في التعبير عن هذا الحراك. وفي هذا الإطار تتيح القنوات المتعددة علي موقع اليوتيوب لمستخدمي شبكة الإنترنت الحرية في التعبير عن أراءهم ووجهات نظرهم في كل ما يدور حولهم من أحداث في مختلف المجالات؛ ويكون ذلك في ظل غياب أي نوع من أنواع الرقابة علي ما يتم نشره من مقاطع فيديو علي هذه القنوات علي موقع اليوتيوب.
وبذلك يمثل هؤلاء المسئولين عن قنوات اليوتيوب والمشاركين فيها قائمين بالاتصال عبر وسيط اتصالي جديد قد لا يخضع لأي رقابة أو سياسة تحريرية، وهؤلاء القائمين بالاتصال بهذا المفهوم قد لا يكونوا مؤهلين لانتقاء وطرح الموضوعات والقضايا المختلفة، خاصة مع  ما قد يؤدي إليه ذلك من بروز هذه الموضوعات بما يجعلها في مقدمة أولويات جمهور مستخدمي شبكة الإنترنت.  
ونظرا لتنوع قنوات اليوتيوب المصرية التي تهتم بمناقشة الموضوعات والقضايا المختلفة في المجتمع المصري علي شبكة الإنترنت والزيادة الملحوظة في عدد هذه القنوات، فإن هذه القنوات تعكس مرجعيات وخلفيات سياسية أو ثقافية مختلفة في مناقشة هذه الموضوعات وتلك القضايا من حيث نوع كل موضوع أو قضية، وما تتم مناقشته أو استبعاد مناقشته منها، ومن يقوم بتحديد الموضوعات والقضايا المطروحة للحوار، وأسلوب هذا الطرح بالاكتفاء بتحديد الموضوع أو القضية أو بتحديدها وتقديم معلومات وأراء مختلفة حولها، ودور ذلك في ترتيب أولويات الجمهور من خلال بروز هذا الموضوع أو تلك القضية لديه.
ومن هنا تبرز الحاجة إلي توعية مستخدمي قنوات اليوتيوب بوجه خاص، والإنترنت بوجه عام كوسيط اتصالي يمكنهم من خلاله التعرف علي مستويات مختلفة وأنماط متباينة من الأفراد والجماعات، وهذا ما يؤكد علي الحاجة إلي التربية من أجل استخدام أفضل لشبكة الإنترنت بوجه عام، وإلي تنمية قدرة مستخدمي قنوات اليوتيوب علي اختيار المضامين التي يتعرضون لها، واختيار ما يتفق منها مع القيم والأخلاقيات الأصيلة التي يجب التمسك بها.
وفي هذا الإطار يؤكد مفهوم التربية من أجل استخدام أفضل لوسائل الإعلام ولشبكة الإنترنت بوجه خاص عل أن المستخدمين في حاجة إلي أن يكونوا أكثر وعيا لما يتم التعرض له عبر وسائل الإعلام لاسيما الجديدة منها؛ حتي يكونوا قادرين علي فهم الرسائل المقدمة عبر هذه الوسائل وبالتالي القدرة علي مناقشة هذه الرسائل وتقديم تقييم واضح لها، يتوقف عليه مدي وجود تأثير لهذا الرسائل علي الميل السلوكي للجمهور