رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

قال الفيلسوف اليونانى أرسطوطاليس إن الإنسان حيوان اجتماعى فى ظل الظروف الطبيعية للوصول الى مجتمع المدينة الفاضلة التى رسم معالمها معلمه افلاطون فى جمهوريته الشهيرة غير أنه إذا تعرض الإنسان لظروف غير طبيعية يتحتم عليه الانعزال لكى يحمى نفسه وغيره خاصة فى أزمنة الأزمات ومنها ما يمر به كوكب الأرض حاليًا من منعطف خطير متمثل فى تفشى وباء فيروس كورونا المستجد ومن هنا يمكن القول إن الأزمة خلقت ثقافة جديدة تسمى « خليك بالبيت » حيث من الضرورى أن يلزم الجميع منازلهم  لمنع انتشار المرض طالما لم يتم التوصل بعد بشكل واضح لعلاج او مصل للمرض ومن ثم نستطيع حصار الفيروس فى الابعاد الاجتماعى الطوعى والقصرى .

فرضت الازمة كما اسلفنا تقييدا للعلاقات الاجتماعية بأن يلازم الجميع بيوتهم ويلغوا بروتوكولات الاتصال المباشر من حياتهم إلا أنها فى المقابل كشفت من جانب آخر تقاربًا بين الناس من خلال التكافل الاجتماعى فيما اتفق عليه كثيرون من قبول  « تحدى الخير» او وقوف القادرين اليوم إلى جانب غير القادرين لمواجهة الاثار المترتبة على أزمة كورونا خاصة الذين أثر مكوثهم فى البيت على حياتهم ولقمة عيشهم من العمالة اليومية والمؤقتة وغيرها التى تقدر بنحو عشرين مليون مواطن مصرى حسب تقديرات الجهاز المركزى للتعبئة والاحصاء عام 2019 ويعتبر هذا وجهًا ايجابيًا للازمة ليبقي التنافس بين البشر فى فعل الخير نمطا سلوكيا وسمة مجتمعية نواجه به الازمة !

ازمة فيروس كورونا منحتنا دروسا مستفادة من أهمها الاهتمام بالبحث العلمى الذى اثبتت الاحداث انه ليس ترفا بل يعد ممرًا آمنًا نحو الخروج من النفق المظلم للوباء فقد قسم الفيروس دول العالم الى قسمين دول  تعمل الآن ليل نهار على مواصلة التجارب العلمية والمعملية بغية التوصل الى لقاح يقضى على الفيروس ودول - لا حول لها ولا قوة - تنتظر بلهف ماذا ستسفر عنه تجارب الدول الأخرى من نتائج ؟ فإذا اهتم هذا وذاك بالبحث العلمى ثم تعاون العالم من أجل حماية الإنسانية من خطر الكوارث الطبيعية يعد مدخلا لإعادة ترتيب الأولويات، حيث يجب أن تتراجع الحروب والنزاعات والصراعات بعد ما ثبت أن الجميع فى قارب واحد .

ادى الالتزام بالبقاء فى البيت الى الاتصال بالعالم الخارجى عن طريق وسائل بديلة من بينها التليفزيون وفى وقت الأزمات نجد نشرات الأخبار المادة الاعلامية الأكثر مشاهدة وبالطبع لا توجد نشرة أخبار لا يتصدرها خبر فيروس كورونا حيث تراجعت أخبار السياسة والحروب والاقتصاد والرياضة فى ترتيب النشرة  ونلاحظ ان خطة معالجة خبر تطورات الازمة تركز على الدائرة المحلية أولاً ويهتم المتلقى عادة بالارقام المتعلقة بالإصابات والوفيات ثم يتم الانتقال إلى الدائرتين الإقليمية والعالمية من خلال شبكة المراسلين المنتشرين فى عواصم العالم لتقديم صورة واقعية عن الوضع بها بعد ذلك تتبع الأخبار الإيجابية لانفراج الأزمة وأعتقد أن الانفوجراف أو الاشكال الإحصائية من أهم الفورمات التى يجب استخدامها فى التغطية الاعلامية لأزمة فيروس كورونا . 

  وبعيدا عن مؤثرات ثقافة الازدحام ربما أعطت « ثقافة خليك بالبيت « فرصة لالتقاط الانفاس والتأمل فى أمور كثيرة ربما كنا فى غفلة عنها !