عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

كل يوم تعطى «كورونا» درساً جديداً للعالم، الجديد فى «كورونا» انها لا تعرف المحسوبية أو الواسطة، لدغاتها لم ينجُ منها أحد، أصيب الغنى والفقير، القوى والضعيف، السيد والأجير، رذالتها حلت على الدول الكبرى قبل الصغرى، وأدخلت الجميع مساكنهم وأخذت خلفها الباب، وأصبحت تتجول وحيدة فى شوارع العالم، وتصرخ بأعلى الصوت هل من مبارز، أين قوتكم، أين المتحصنون خلف الأسلحة النووية، والحائزين لجبال الذهب وآبار البترول، وأين أصحاب المليارات، والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة. هذا الفيروس الضعيف الذى لا تستطيع العين المجردة رؤيته، جرد كل شعوب العالم من الأمان، أصبح الجميع ينام على رعب ويستيقظ على رعب أكبر.

إيجابيات هذا الوباء عندما يخرج العالم من هذه الأزمة، سوف نعيد تنظيم العلاقات الدولية، هذا الفيروس يصرخ فى الوجوه، ويعاقب الجميع على الظلم، وعلى التفرقة بين البشر، هذا يجد الوظيفة فى انتظاره، وذاك يلحس التراب، وهذا ابن البطة البيضا، وزميله ابن البطة العرجاء، هذا تفتح له الأبواب المغلقة، وغيره توصد أمامه الأبواب بالمتاريس، البعض يسكن فى القبور، وغيرهم ينعمون فى حمامات السباحة المعبأة بماء الورد.

العالم بعد كورنا بدأ يعود الى الإله الواحد الخالق الذى لا إله غيره، التدين أصبح حاضراً الآن، عاد الجميع الى الله يطلبون منه الشفاعة بعد تفشى الفيروس.

ما بعد «كورونا» نريد عالماً أكثر عدلاً، وأكثر ديمقراطية، نريد أن يتخلص العالم من جبروته، ويوجه ثرواته الى العلم الذى يسعد البشرية، ويكف عن السعى الى الخراب والتدمير، والاستيلاء  على ثروات الغير، واحتلال أراضى الضعفاء، وتشريدهم، نريد عالماً أكثر تعاوناً وأقل خلافات، نريد جيوش العالم أن تحترم المعاهدات والاتفاقيات الدولية، لا تكون جيوشاً غازية ولا محتلة،  نريدها أن تكون مدافعة عن حقوقها، وحامية لأمنها القومى، نريد أن يعيش أصحاب الديانات فى سلام، نحترم تعاليم كل الأديان، وجميع القيادات الدينية، وأن نعيش مواطنين لنا حقوق وعلينا واجبات، نريد عالماً أكثر أمناً، يوجه التكنولوجيا لخير البشرية وليس لشقائها، ويوجه العلم لصحتها وليس لمرضها.

«كورونا» أعاد الناس الى الدفء العائلى، البقاء فى البيوت هذه الأيام يجب أن يدفع الجميع الى مراجعة نفسه، يفكر فى سلامة وطنه، ويعد نفسه للقيام بواجباته قبل أن يطالب بحقوقه، فالعمل مُقدم على الحقوق، عندما أوصى الرسول بأن نعطى الأجير أجره قبل أن يجف عرقه، كان يقدم العمل على الأجر، نريد شعوباً تبنى ولا تهدم، نحترم العلاقات الانسانية، ولا تسعى الى النفور، تشجع العدل، وتكف عن الظلم.

سيتجاوز العالم أزمة «كورونا»، ونرجو ألا يعود الى عاداته القديمة. يجب أن يكون العود أحمد،  وهو عود الى العدالة والتعاون واحترام الحقوق والتعهدات، والتخلى عن استخدام العنف والقوة من أجل السيطرة، نريد عالماً تسوده المحبة وحسن الجوار.