رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رادار

 

 

 

 

«لا بديل سوى تعليق الدراسة وتطبيق التعليم عن بعد».. مسارٌ إجبارى لجأت إليه الكثير من دول العالم لمكافحة احتمالية تفشى عدوى فيروس كورونا المستجد!

حوالى 1.73 مليار طالب ومتعلم فى 138 دولة فى بيوتهم اليوم مع تزايد أعداد المدارس التى يتم إغلاقها احترازياً، وأكثر من 60 مليون معلم ومعلمة انقطعوا فعلياً عن الذهاب إلى مدارسهم فى هذه الأثناء.

فى تلك الأثناء أيضاً، كان هناك اجتماع افتراضى عقدته منظمة اليونسكو قبل أيام، بمشاركة فريق يتألف من 11 وزيراً للتربية والتعليم فى بلدان مختلفة لتبادل المعلومات المتعلقة بتعزيز التدابير المتخذة فى بلدانهم من أجل دعم المعلمين والأهل والطلاب حتى يتكيفوا مع التعلّم المنزلي.

الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم قال فى تصريحات صحافية على هامش الاجتماع: «حققنا خلال الأيام العشرة المنصرمة فى مجال التعليم الإلكترونى والتعلّم عن بعد تقدماً يفوق ما حققناه فى هذا المجال خلال السنوات العشر الماضية. ولا شكّ فى أنّ هذه الأزمة ستغيّر نظرتنا إلى عملية توفير التعليم فى المستقبل».

السيدة استيفانيا جانيني، مساعدة المديرة العامة للتربية فى اليونسكو أكدت أن الطلاب أصبحوا بحاجة- أكثر من أى وقت مضى- إلى دعم عاطفى بقدر ما هم بحاجة إلى دعم أكاديمي، مضيفةً أن ذلك «بمثابة تنبيه للنظم التعليمية لكى تكرس جزءاً من جهودها للمهارات الاجتماعية العاطفية، مثل التعاطف والتضامن».

على الجانب الآخر، هناك مشاهد حية لأمهات لم يتوقعن يوماً أن يصبحن مساعدات معلمات منزليات– أو يؤدين دور المعلمات فى أوقات كثيرة خلال اليوم- إلا أن أزمة كورونا كسرت كل التوقعات فى العالم «المندهش»!

مشاهد الأطفال والآباء والأمهات فى هذه الأوقات والتى تتجسد فى بيوتنا عبر شبكة الإنترنت والواقع الافتراضي، تبدو الدرس الأكبر الذى لن يُمحى من ذاكرة الصغار والكبار معاً، وليس مهماً اليوم أن يكون التحصيل الدراسى مع التعليم عن بعد فى أعلى مستوياته ودرجاته، فالأهم أن نرعى أطفالنا عاطفياً وندعمهم نفسياً، وأن نغرس بداخلهم قيم التعاطف والتضامن فى مواجهة إحساس العزلة الذى قد يتسلل إليهم وإلينا فى هذا الوقت.

كورونا يعلمنا.. بأن العلم تاج المعرفة، وأساس بناء المجتمعات المحترمة، وأن المعلمين الأنقياء هم رسلُ الأرض إلى أهل الأرض، فالعلم والتعليم حائط صد منيع ضد المرض والجهل، وليس أخطر من المرض إلا الجهل!

كورونا يعلمنا..  بأن جودة حياة الإنسان هى غاية الحياة ومنتهاها.. وأن من أحياها بسلوكه الإيجابى وقيمه الإنسانية الراقية وبحفظ سلامة الآخرين فكأنما أحيا الناس جميعاً.

 الخلاصة: يحاول الجنس البشرى أن يتوحد ويلملم جراح سنوات مضت بحثاً عن الحياة والنجاة! (لا شيء أكثر من ذلك)!

ولا شيء أشد تأثيراً فى مثل هذا الوقت من إبداء التضامن والتكاتف واستشعار المسئولية والتعاون وإبداء التعاطف مع أطفالنا ومجتمعنا.. إنها التجربة الإنسانية التى لم ولن تُنسى!

نبدأ من الأول

 

[email protected]