رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ع الهامش

 

مع اتساع انتشار جائحة فيروس كورونا فى دول العالم, وتوقف مظاهر الحياة العادية سواءا العمل، أوالدراسة، أواللعب واللهو, بسبب حظر التجول الذى فرضته العديد من الدول بحيث أصبح ربع سكان العالم «مُحتجزين» فى منازلهم للحد من الإصابات،  جلسوا متسمرين أمام شاشات التليفزيون، أو السوشيال ميديا، التى لا يختلف الحال فى أي منهما عن محاولة تتبع أية أخبار عن التوصل لعلاج لتلك الجائحة, ومن ثم تناقلها عبر السوشيال ميديا، أو آخر إحصاء فى عدد الإصابات والوفيات علها تنخفض على مستوى العالم، لكن كلا الأمرين لم يتحقق منهما سوى الإحباط، فالوصول لأى علاج، كما أوضحت منظمة الصحة العالمية ليس قبل عام على الأقل وما يجرى استخدامه من علاجات على سبيل التجريب ولم يعتمد من أى جهة علمية، وعلى صعيد الإصابات، تجاوزت 400 ألف مصاب، وارتفع عدد الوفيات لأكثر من ألف مُتوفٍ.

(2) هذا الإحباط أتى بعد أن عجز العلماء حتى الآن فى الوصول لعلاج للفيروس، جعل البعض يوقن أن هذا الوباء غضب من الله بسبب كثرة المعاصى، وليس أمامهم سوى اللجوء إلى الله كل بطريقته، فمنهم من خرج فى مظاهرة «تكبير» ليليه طلبًا لرفع البلاء، والبعض الآخر بدأ فى مشاركة أصدقائه عبرالسوشيال ميديا، بعض الأدعية الدينية لتحصين الذات والذرية، والطلب أن يعى المتلقى إرسالها لآخرين للوصول لأكبر عدد من الناس و«خليها تلف البلد اليوم», ومجموعة أخرى تدعو للوصول لمليون مصلٍ على النبى، عسى أن يشفع لنا ويرفع عنا الإبتلاء!

وبلغ  الأمر أن خرج رجل فى مدينة كفر الدوار يدعى أنه المهدى المنتظر، حيث وقف أمام أحد المساجد يدعو المارة للاستجابة إلى دعوته، وأكد أنه مبعوث من الله للناس أجمعين وأنه المهدى رسول الله عيسى ابن مريم.

 (3) من الأمور المؤلمة هو أن من يموت فى زمن الكورونا أصبح مجرد رقم، لا يجد تكريمًا يليق به كما كان, فلا غُسل، ولا جنازة، ولا صلاة عليه، ولا مُعزين، ووصل الأمر فى إيطاليا التى يموت فيها يوميًا ما بين (600 و800) شخص أن تنقل جثثهم فى شاحنات الجيش لحرقها بعد امتلاء المقابر، وفى إسبانيا تم استخدام حلبة للتزلج على الجليد فى العاصمة مدريد كثلاجة موتى مؤقتة للضحايا،  بعدما أعلنت هيئة المقابر العامة، عدم قدرتها على قبول المزيد من الموتى فى مقابرها.

وبلغت المأساة ذروتها بعد أن عثر الجيش الإسبانى, على نزلاء دور لرعاية المُسنين، هجرهم من كانوا يتولون رعايتهم «موتى على أسرّتهم», ولأنه يشتبه فى أن سبب الوفاة له علاقة بفيروس كورونا، تُركوا على أسرتهم،  إلى حين قيام السلطات، بتدبير أدوات لتعقيم الجثث قبل نقلها. فإذا كانت هناك رغبة صادقة للتخلص من الوباء على الدول أن تنهى حروبها، وتتعاون لمواجهة هذا الوباء وكفانا نظريات مؤامرة، فلا أحد محصنًا من الإصابة دول غنية أو فقيرة، من العالم الأول أو الثالث، فالكل ضربه الوباء، وعلى الشعوب أن تصلح عملها مع الله، ليرفع عنها البلاء يقول تعالى: «وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ».

[email protected]