رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رمية ثلاثية

منذ أيام قليلة استضافت مصر حدثًا عالميًا وهو بطولة مستر أوليمبيا لكمال الأجسام والتي يشرف عليها الاتحاد الدولي لكمال الأجسام «برو» برئاسة إيريك ويدر نجل بن ويدر مؤسس الاتحاد الدولي، والذي عانت رياضة كمال الأجسام بعد رحيله بشدة حتي وصل الأمر إلي قيام الاتحاد العالمي للألعاب الرياضية والموازي للجنة الأوليمبية الدولية للاتحادات غير الأوليمبية بشطب اللعبه من نشاطه، أو المشاركة في دورة الألعاب العالمية للألعاب غير الأوليمبية بسبب تفشي المنشطات، وحققت البطولة نجاحًا متميزًا رغم الظروف المناخية، ثم أزمة فيروس كورونا، ونجح إسلام قرطام في تقديم رؤية جديدة للبطولات هدفها الأساسي اللاعب وليس التجارة.

وبعيدًا عن مستر أوليمبيا، تعاني رياضة كمال الأجسام من وباء المنشطات علي مستوي العالم بعد هوجة تشكيل الاتحادات الدولية، وغياب الرقابة علي الاتحادات المحلية بسبب التنافس بين هذه الاتحادات علي جذب أكبر عدد من الدول لعضويتها من خلال تجاهل الكشف عن المنشطات في بطولات العالم، رغم الأخطار الرهيبة التي يعاني منها اللاعبون علي مستوي العالم وانتشار حالات الوفاة بين أبناء اللعبة الذين وقعوا فريسة لتجار المنشطات والمكملات الغذائية، وشهدت مصر في الفترة الأخيرة العديد من حالات الوفاة بسببها دون إيجاد حلول رادعة للاتحادات التي تحولت إلي بؤر لتجارة المنشطات والمكملات الغذائية دون حساب.

وأكبر دليل علي فوضي المنشطات وغياب المواجهة ما حدث في بطولة العالم لكمال الأجسام التي أقيمت مؤخرًا بالإمارات ولم تخضع لتحليل المنشطات، رغم أن الدكتور أسامة غنيم المدير التنفيذي لهيئة المنشطات المصرية أكد أن هناك بروتوكول تعاون بين الاتحاد الدولي والوادا الدولية، وأن أي بطولة عالم أو أي بطولة رسمية طبقا لخطة نشاط الاتحاد الدولي يجب أن تخضع لكشف المنشطات، وخلاف ذلك تكون بطولة تنشيطية.

ويدفعنا هذا للتساؤل عن كيف نحافظ علي الممارسين لرياضة كمال الأجسام من هذا الوباء إذا كانت الجهة الدولية المسئولة تتجاهل الأمر لمصالح خاصة؟

والجواب: تم بالفعل منذ سنوات بقرار وزاري أصدره وزير الرياضة الأسبق طاهر أبوزيد بعدم السفر إلا بعد الخضوع لكشف المنشطات بغض النظر عن إجراء تحليل في البطولة من عدمه وهو قرار يحمي شباب البلد، ولكن الفضيحة أن التطبيق أصبح وهمًا بسبب التلاعب من جانب البعض والتحايل علي القرارات والسفر بدون قرارات وزارية وبالتالي عدم الخضوع للكشف لتتحول الاتحادات إلي عزبة خاصة تحت سمع وبصر جهابذة اللجنة الأوليمبية ووزارة الرياضة.

الغريب أن مخالفة اللوائح والتعليمات أصبح مادة أساسية، أما العقاب فهو مؤجل دائمًا بسبب لعبة المصالح فقد أصدرت هيئة المنشطات منشورات تحذيرية إلي كل الاندية والاتحادات من خطورة التعامل في المكملات الغذائية أو تسويقها أو الدعاية لها، وأكدت أن 66 % منها يحتوي علي المنشطات، ثم نفاجأ بإقامة بطولة جوائزها مكملات غذائية وهدفها تسويق المكملات الغذائية والدعوة لها ويحدث هذا بدعم مريب من الجهات المسئولة بأسلوب مستفز، في إشارة مؤكدة أن صحة الشباب مستقبل الوطن لا يشغلهم.

ويمتد الأمر إلي تجاهل هيئة المنشطات للأمر والتأكيد أنها لم تتلق أي تعليمات للتحليل رغم تأكيد الاتحاد الدولي علي لسان المسئول عن إدارة المنتخبات في وزارة الرياضة أن البطولة ضمن خطة نشاط الاتحاد الدولي، أي أنها يجب أن تخضع لكشف المنشطات، ولكن الهيئة في مصر والتي تقام البطولة علي أرضها وفي أهم وأشهر منشآتها الرياضية تقول إن الاتحاد الدولي كان يجب عليه إرسال إخطار لإحضار مندوبين للحصول علي عينات الكشف عن المنشطات!

ما يحدث في ملف المنشطات من تجاهل للقضاء علي هذا الوباء، وما يحدث من اهتمام غير مسبوق من الدولة في ملف مواجهة فيروس كورونا، يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن المسئولين دائمًا في غفلة وأنه لولا تدخل الرئيس في كل الملفات المهمة ما تغيرت الأمور، وهو أيضًا دليل علي أن القيادة السياسية دائمًا ضحية الإهمال ولعبة المصالح الخاصة التي ضربت المؤسسات في مختلف القطاعات.