رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

خلال عشرين عامًا فقط، شهد العالم انتشارَ كثيرٍ من الأوبئة، بظهور سلالات متعددة لفيروسات قاتلة مثل جنون البقر، الحمى القلاعية، أنفلونزا الطيور والخنازير، سارس.. لكن أخطرها فيروس كورونا «Covid 19» الذي أصبح العدو الأول للبشرية.

نتصور أننا لم نشهد اضطرابات واسعة في كل مناحي الحياة، كما هو حاصل خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، جرَّاء تفشي «كورونا»، الذي يعد الأخطر منذ العام 1918، حين انتشرت «الأنفلوانزا الإسبانية»، لتحصد أرواح الملايين فى أوروبا والعالم.

لقد كشف تفشي «كورونا» ظواهر سلبية كثيرة، أسفرت عن وجود اضطرابات وسلوكيات خطيرة للمجتمعات والأفراد، وغياب شبه تام للوعي والتثقيف الصحي، وضعف الإمكانيات البشرية والطبية، و«تكاثر» الشائعات في محيطٍ من الخرافات والجهل.

وبرغم أن الوقت مبكر لإطلاق الأحكام وتحديد ماهية وموطن ونشأة وعلاجات الفيروس الفتاك، فإن سرعة انتشاره وصعوبة محاصرته أكدت بوضوح أن الطبيعة أثبتت مجددًا قوتها فى تعرية مفاهيم التفوق ومزاعم السيطرة البشرية التامة عليها.

لكن التأثير الأشد وطأة لهذا الوباء القاتل، أنه جعل الإنسان يعيش قلقًا غير مسبوق، مع انتشار حالة صادمة من الرعب والهلع، تمحورت حول غريزة البقاء والخوف، ومسألة الموت والفناء، وصراع الدين والعلم.. أيهما سينقذ الإنسان؟

هذا الفيروس اللعين جعلنا نعيش خطرًا حقيقيًا لأول مرة، وبالتالي لم يعد ممكنًا أن نتخذ نفس المواقف المعتادة، عندما نتعرض لكارثة، فيُثار الجدل حول قضايا مرتبطة بها، يعقبها بعض القرارات و«المسكنات»، لحفظ ماء الوجه، وينتهي الموضوع بإغلاقه، على طريقة «عملنا إللي علينا والباقي على الله»!

وبعيدًا عن ما تقوم به الدولة من استنفار حقيقي وإجراءات شاملة «وقائية» و«علاجية»، لتقليص تفشي المرض، إلا أن الأمر يتطلب مناقشة مجتمعية عاجلة حول قضية «البحث العلمي»، التى لا تزال النظرة إليها غير جادة حتى الآن.

نعتقد أنه فى ظل استمرار تفشى «كورونا»، نجد من الضروري طرح بعض الأسئلة المتعلقة بالبحث العلمي، والتى تحتاج إلى إجابات واضحة، لأنها ببساطة تعكس مدى القدرة على ابتكار أبحاث علمية تلائم الواقع، وظروف الأزمات.

وهنا نتساءل: هل بالفعل يوجد لدينا بحث علمى حقيقي أو باحثون متميزون، وماذا عن ميزانية البحث العلمي.. وإن كانت موجودة فأين هي، وهل يعقل أن مصر «الولَّادة»، التي غزت العالم بعقولها العلمية ليس لديها أي محاولة لابتكارات طبية؟

إن الأحداث المصاحبة لانتشار «كورونا»، تضطرنا إلى ضرورة تقديم الدعم الكافي للبحث العلمى والباحثين، لاسيما «المادي»، لأن المجتمعات المتقدمة التى استثمرت في الإنسان والعلم ستحصد نتائج سريعة في مواجهة الكوارث، ومثال ذلك الصين التى نجحت فى محاصرة الوباء.

يجب أن يكون البحث العلمي قائمًا على التخطيط، واعتباره أولوية قصوى فى سياسة الدولة، واستراتيجية حقيقية للحاضر والمستقبل، مع توظيف العلم بما يُعيد بناء المجتمع، بعيدًا عن رفع الروح المعنوية بالشعارات والأغاني الوطنية.. فالريادة العلمية لا تأتي من فراغ أو بضربة حظ!

للأسف الشديد، كشفت أزمة «كورونا» فروقًا هائلة بين المنظومات الصحية حول العالم، ومَن يتخذ العلم طريقًا للنهضة والتنمية.. ولذلك لا مجال للتواكل على الغيبيات، أو انتظار «الغرب الكافر» لإيجاد لقاح للفيروسات والأوبئة!!

أخيرًا.. بما أن أغنياء العالم، تبرعوا بمئات ملايين الدولارات لدعم جهود التوصل لعلاج «كورونا»، يبقى تساؤل مشروع: هل تم إيداع رجال الأعمال ومشاهير وأثرياء الفن والرياضة والإعلام «الحجر الصحي»، حتى يهربوا من تحمل مسئولياتهم الاجتماعية؟!

 

[email protected]