عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أقام الله الكون وفق سنن وقوانين محكمة، ومنها قيام وزوال المجتمعات والدول ، تلك السُّنة التي تقرر أن هذه المجتمعات إنما تدوم وتستقر إذا أقامت شرع الله فيها، وأنها تزول، إذا أعرضت عنه، وقد ضرب سبحانه لذلك مثلاً واقعياً ، كما في قوله تعالى في سورة النحل الآية 112 : (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ)،
والمراد هنا أهل القرية ، التي هذه حالها لتكون مثلاً لكل قوم أنعم الله عليهم، فأبطرتهم النعم، فكفروا بها، وتولوا عن أمر ربهم، فأنزل الله بهم عقابه، وأبدلهم النعم بالنقم.

ويقول المفسرون إن هذا المثل، ضربه سبحانه لبيان ما كان عليه حال أهل مكة في الأمن والطمأنينة ورغد العيش ، والذى اكتمل بالنعمة العظيمة ببعث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فكفروا به، وبالغوا في إيذائه، فسلط الله عليهم البلاء والوباء، فعذبهم الله بالجوع سبع سنين، حتى أكلوا الجيف والعظام، بسبب موقفهم من دعوة رسول الله، وإعراضهم عن الهدى الذي جاءهم، فكان عاقبتهم أن أذاقهم الله لباس الجوع والخوف بصنعهم وعصيانهم لأمر الله سبحانه وتعالى باختيار الرسول صلى الله عليه وسلم  ، ورغم هذا الإباء إلا أن الإسلام انتشر رغماً عنهم حتى أصبح الى ماهو عليه الآن .

ورغم الأمثله التي ضربها الله سبحانه وتعالى للناس إلا أن شريعة الكفر والغطرسة والهيمنة التي سادت كما في عصرنا الحالي لم تنزجر مما كان بالماضى حتى أصبحنا إلى مانحن عليه من رعب وخوف من عقاب الله سبحانه وتعالى لنا بفعلنا ، فقد تساوى غير المسلم الذي يأكل لحم الخنزير والحشرات مع المسلم العاصى أوالذي يأكل حق غيرة ويعتدى على حقوق الله .

فمنذ فبرايرالماضى يعيش العالم أذمة حقيقية مثلت جانباً مأساوياً ليس لبعض الدول فحسب بل للعالم أجمع وهى مرض " كورونا " حتى أصبح من خطورة انتشارة يمثل درجة " الوباء " وهو جرثومة صغيرة لاترى بالعين المجردة وفقاً لوصف العلماء ، وسواء كانت هذه الجرثومة طبيعية أو مُخلقة معملياً – بيولوجياً ، إلا أنها أرعبت العالم شعوباً وحكومات ، أغنياء وفقراء ، أقوياء وضعفاء من يملك الأساطيل ومن لايملك ، من يملك المال والاقتصاد ومن لايملك ، من يملك التكنولوجيا ومن لايملك ، فالكل سواسية والمصير واحد وغامض ويبقى في النهاية الملك لله الواحد القهار فبيدهوحده النجاة .

وكأن الله سبحانه جلت قدرته وبأضعف الوسائل أراد أن يظهر للمسلمينوللطغاة والجبابرة من غير المسلمين أن لاملجأ من الله إلا اليه ، فلاحضارات ولاترسانات أسلحة ولا قوة مهما بلغ حجمها راداً لقضائه سبحانه وتعالى فقد ثبت هشاشة القوى العظمى وهشاشة هذه الترسانات من الأسلحة والتي استنفذت فيها غالبية أموال الشعوب ، فوقف الكل عاجزاً أمام أمرالله لايستطيع أحد أن يحرك ساكناً ، وكل ما استطاعوا فعله هو استخدام هذه الترسانة من الأسلحة لاجبارالشعوب على البقاء في منازلهم فتوقفت حركة الطيران والمواصلات حتى خوت الشوارع والمدن في غالبية دول العالم من سكانها ، بل عاقبنا الله نحن المسلمين بعقاب أشد فمنعنا  ليس من دخول المساجد فحسب بل أيضاً من صلاه الجمعة بها ، فهجر الكل مصنعه وتجارته وبيئة عمله وماله وحتى أهله وكأنه انتظار لمصير محتوم ، ألا وهو.. الساعة .. التى علمها عند الله سبحانه .

ولعله إنذار من الله لناكمسلمين بالعوده اليه سبحانه وتعالى ولغير المسلمين بانهاء الغطرسة والتحدى لله ولعباده ، فاللهم لطفك ورحمتك .

ورغم أنها محنة .. إلا أنها أفرزتمن وجهة نظرنا عن أسوء ماتخطط له القوى الظلامية من الدول العظمى في توظيف هذه المحنة إعلامياً لاستنفاذ غالبية الدول لمخزونها الاستراتيجي من السلع التموينية والحبوب والعمل على فتح المجال أمام التجار لاحتكار السلع والحبوب وزيادة الأسعار، وخلق سوق سوداء بكل دولة ، وبذلك يكثر الهرج والمرج وتصبح حكومات تلك الدول في موقف صعب للغاية فبدلاً من حماية حدودها الخارجية تنشغل داخلياً لتحقيق الاستقرار ويسهل بذلك على كل من يريد تنفيذ مخطط معين أن ينفذه وبكل سهولة ، وأعتقد أن هذا ينطبق على دولاً بعينها ومنها مصر، وتعى القيادة في مصر ذلك جيداً ومايؤكد ذلك الكثير من العمليات التي قام بها الجيش المصري ضد الإرهاب في سيناء في هذه الأيام ، وبالتالي علينا العوده إلى رشدنا ولنعلم مايحاك لنا وبعيداً عمن يشكك أو يتهكم إسناد ذلك إلى نظرية المؤامرة فليتروى قليلاً ولينظر كم الأمراض انتشرت في السابق ولم تنل نصيبها من الحرب الإعلامية بل ولم يصب الناس بهلع ورعب كما نرى اليوم ، الأمر الذى يحتم علينا جميعاً أن نثق فيما تتخذه الدولة من إجراءات لحمايتنا ونلتزم بهذه الإجراءات للخروج من هذه المحنه .

كما أفرزت الحاجة إلى تطويع التكنولوجيا لخدمة التنمية المستدامه كما فعلت غالبية دول العالم ومنها دولة الامارات ومصر تمثلت في تطبيق نظام العمل عن بعد ورغم أنه سيترتب على تطبيقه أن يخسر الكثير من وظائفه لصالح أتمتة الإجراءات إلا أنه  سيجنب الدول التي تطبق هذا النظام المزيد من الخسائر البشرية بوجه عام حال الاختلاط والازدحام في الأماكن العامة والخاصة وهى الحالات التي ينتشر المرض بسببها فضلاً عن تسريع وإنجاز الأعمال في وقت قياسي ، ودون تكلفه مادية نظراً للاعتماد على الانترنت في المعاملات ، وهو ماعملت عليه دولة الامارات ومصرعلى سبيل المثال منذ أكثر من عقد في تسخير التكنولوجيا لخدمة التنمية بتهيئة البيئة التشريعية لذلك بسن القوانين المنظمة لنقل واستخدام التكنولوجيا وكذلك فرض العقوبات على الجرائم الالكترونية بما يضمن الاستخدام الأمثل لهذه الوسائل ويجنب مخاطرها في الوقت نفسه.

أيضاً .. ساوى انتشار هذا الوباء بين البشر جميعهم غنيهم وفقيرهم ، وأيضاً بين كافة الدول في التعامل معه فانخفض صوت ترسانات الأسلحة وبأنواعها المختلفة بحثاً عن العلاج، بل أفرزت هذه الأزمة للعالم عامة ولغير المسلمين خاصة .. أن لادين إلا دين الله سبحانه وتعالى الذى جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو الإسلام ، كما أفرزت عن الفئة الأكثر أهمية واحتياجاً بالمجتمع وهم العلماء والأطباء والممرضين فهم الجنود والقادة والأبطال  الحقيقيون وهم من يستحقون التكريم والاحتفاء بهم شأنهم شأن الجنود في أرض المعركة ، واختفى بالمقابل الفنانين والرياضيين والسياسيين وأصحاب الأعمال بعد ثبوت عبثيه التوجه المجتمعي ومغالاته في إبراز هؤلاء باعتبارأنهم الصفوة دون سواهم .

ولعل ذلك نذير للعالم وخاصة مجتمعاتنا العربية أن تأخذ وعلى محمل من الجد زمام المبادرة بالاعتناء بالبحث العلمي والعلماء والأطباء والممرضين وأن ترعاهم وتضمن لهم العيش الكريم ، فهم الفئة التي تم اللجوء اليها من بعد الله سبحانه وتعالى للخروج من هذه المحنه وسيحدث ذلك ان شاء الله وسيهديهم الله لإنقاذ البشرية.

   محام ومستشار قانوني ومحكم