رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تناولت في مقال سابق تاريخ الجماعات الإرهابية والمتطرفة في العصر الحديث وكيف ساهمت تلك الجماعات في نشر الفكر المتطرف بين الشباب علي مدي قرن كامل من الزمان منذ نشأة جماعة الاخوان الإرهابية علي يد حسن البنا عام  1928م من خلال محاربة  الفكر  التنويري الذي انتشر مع ظهور قادة التنوير في أوائل القرن العشرين .

وللقضاء علي أسباب التطرف والإرهاب وتجفيف منابعة يجب قراءة التاريخ بشكل جيد لمعرفة كيف انتشر الفكر المتطرف خلال العقود السابقة مع العمل الجاد علي استئصال أسبابه من المجتمع  من خلال دراسات ميدانية حقيقية تقوم علي أسس ومعاير سليمة حتي نصل الي جذور المشكلة وحلها وذلك لن يحدث الا بتحديد المنابع بدقة وتقديم الحلول والعلاج الفعال بأقصى سرعة حتي لا تعود تلك الموجة مرة اخري الي المجتمع متحورة في اشكال مختلفة لتبث سمومها من جديد .

وبكل تأكيد ان فترة حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي وجماعته الإرهابية كانت عامل رئيس في كشف الوجه القبيح للجماعة امام جموع الشعب المصري الذي نزل بكثافة لم يسبق لها مثيل في 30 يونيو لخلع الرئيس الأسبق وجماعته الإرهابية من الحكم وهي الثورة التي ساندها الجيش في استجابة منة للملايين التي خرجت في الميادين في جميع انحاء الجمهورية .

واستئصال التطرف والاهاب من المجتمع بشكل نهائي يحتاج من وجهة نظري علاج عدد من المشاكل المزمنة التي يعاني منها المجتمع المصري واهمها مشكلة البطالة التي يعاني منها الشباب وبالتالي حل مشكلة الفقر من خلال اجاد فرص عمل حقيقية ودائما للشباب حتي لايكون صيد سهل لتلك الجماعات وقد تنبه الرئيس لذلك الملف الخطير فعمل خلال العام الأول من ولايته علي انشاء عدد من المشروعات العملاقة بجانب جذب الاستثمارات المصرية والعربية والأجنبية للاستثمار في مصر من اجل توفير الآلاف من فرص العمل للشباب في اسرع وقت وهي خطوة هامة وضرورية للقضاء علي مشكلة الفقر .

ولكن أيضا بجانب ذلك يجب ان تقوم الدولة بالقضاء علي الفقر الفكري بجانب الفقر المادي لان الفكر الفكري اشد خطورة وللأسف الشديد اغلب الشباب لا يقرأ  إلا من خلال النت ومواقع التواصل الاجتماعي التي اصبح يستقي منها ثقافته وذلك لن يتم إلا من خلال نشر الأفكار التنويرية من خلال المناهج الدراسية التي يجب ان يتم تطويرها لتتناسب مع العصر وتصل الي الشباب بشكل جذاب ومقنع لهم  .

يجب أيضا الاهتمام بالبيت لأنه المنبع الأول الذي يستقي منة الطفل والشاب أفكاره من خلال البرامج التي تستهدف شريحة الإباء في وسائل الاعلام المختلفة مع الاهتمام بالخطاب الديني وتطوير لغته ليكون خطاب معتدل يحث علي التعايش المشترك دون الحديث في السياسية لان الخطاب الديني الإسلامي والمسيحي يجب ان يكون خطاب مركز في الأمور الدينية والاجتماعية والحياتية دون ان يتطرق للسياسية ويجب ان يكون دور رجال الدين بعيد كل البعد عن العمل السياسي . 

أيضا يجب تطوير منظومة الاعلام الوطني المصري الذي انصرف الناس عنة ليكون أداء مؤثرة في نشر ثقافة الاعتدال والعمل علي جذب المشاهدين له مرة اخري وذلك لن يتم الا من خلال الاستعانة بالخبراء ودراسة أسباب نجاح القنوات الخاصة وأسباب جذبها للمشاهد وتطوير منظومة الاعلام ليس بالأمر الهين وقد تحتاج الي عدد من الأعوام حتي يعود لها المشاهد مرة اخري .

ومن اهم المحاور التي تساهم في محاربة الفكر الإرهابي والمتطرف وجود أحزاب قوية تجذب الشباب للعمل من خلالها مثل أحزاب قبل ثورة 1952م التي كانت سبب رئيسي في الحد من انتشار فكر جماعة الاخوان الإرهابية ومؤسسها حسن البناء  من خلال قدرتها علي جذب الشباب وكان ابرز تلك الأحزاب حزب الوفد الذي كان له الفضل في توحيد كل المصريين تحت الراية الوطنية والعمل من خلالها وهو ما ساهم الي حد كبير في عدم انتشار أفكار الجماعة المتطرفة قبل ثورة يوليو 1952م  وهو ما ينبهنا الي أهمية تقوية الأحزاب السياسية والعمل علي تعظيم دورها لأنها ستبقي حصن الأمان لدخول الشباب للحياة السياسية من خلال القنوات الشرعية والقانونية .

أخيرا ... نشر ثقافة التنوير والاعتدال والمواطنة الحل السحري لمواجهة الفكر المتطرف .

[email protected]