رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

أنا لست من انصار الحرص الزائد الذى فرضته الحكومة لمواجهة فيروس كورونا المستجد، هذا الافراط غير المبرر فى حظر ومنع الاختلاط فى الدواوين الحكومية والمدارس وغلق المطارات، وما إلى ذلك.

اقول هذا.. وانا اعلم والجميع، ان اغلب شعبنا – مع الاسف الشديد – ليسوا على الدرجة الكافية من الوعى والحذر لما تفعله الدولة من اجراءات. فعلى سبيل المثال، فإن المناطق الشعبية والريفية بكافة نجوعها ومراكزها وقراها، ليسوا على الدرجة المطلوبة من الوعى والحرص فى مثل هذه الحالة التى تمر بها البلاد. وعلى ذلك، فان اغلاق المدارس تحديدا – فى تقديري– أمر محل نظر، فالتعليم مهم جدا.

وجود الطلاب فى منازلهم – سواء الشباب ام الاطفال – أمر غير متصور، فلا يمكن الابقاء على الاطفال والشباب داخل أربعة حوائط، فهذا شبه مستحيل، فلن يمكن السيطرة على ابنائنا واجبارهم على التواجد الدائم فى منازلهم، فمن غير المعقول او المقبول ان نفرض على الاطفال او الشباب الرقابة وان نرغمهم على البقاء فى المنزل ونمنعهم من مقابلة زملائهم واللهو معهم فهذه حياتهم، فالاختلاط سيقع لا محالة، سواء فى النادى ام فى الشارع ام فى المقاهى، فهل سنفرض الحظر على كل الناس فى الشارع ؟؟ هل هذا معقول؟!!

فى تقديرى، ان مسألة منع الشباب والاطفال من الخروج والاختلاط بزملائهم امر شبه مستحيل، وبالتالى فمن الأفضال ان نتركهم يذهبون إلى مدارسهم وجامعاتهم لكى يحصلوا على العلم النافع؟؟ خاصة انه ليس فى الامكان فرض حظر حقيقى على مثل هؤلاء الاطفال والشباب خاصة فى المناطق الشعبية والريفية، فربما يمكن ان يحدث مثل هذا الحظر فى الدول المتقدمة، فهؤلاء لديهم الوعى الكافى ويعرفون خطورة هذا المرض، اما نحن فى مصر فينقصنا الكثير من الوعى خاصة فى المناطق العشوائية والريفية.

أنا لست من انصار التزيد فى اجراءات الحظر المفروض من الحكومة، لاسيما واننا لسنا على المستوى المطلوب من الوعى والثقافة. ولكن ليس معنى كلامى ان نترك الحابل يختلط بالنابل. فما اريد قوله ان الله سبحانه هو الذى ييسر لنا امورنا كيفما شاء، فلا توجد قوى فى العالم يمكنها ان تمنع قدر الله عز وجل. صحيح انه يجب علينا اتخاذ الحيطة والحذر، ولكن دون افراط او تفريط، فالله سبحانه قدر لنا امورنا كلها، ولن يستطيع كائن من كان رد قدر الله مهما فعلنا، ومهما اتخذنا من وسائل الحيطة أو الحذر.

إن الله سبحانه القادر على كل شيء، فان ارد بنا الضرر سيحدث مهما اتخذنا من اجراءات للوقاية والحذر. ويجب ان نتذكر ما حدث وقت ان ابتلينا بعهد الظلام الذى جثم على صدورنا، وقتها كنا يائسين لا أمل لدينا من الخلاص من هذا الطاغوت، خاصة انه جاء بمساندة من دولة اجنبية كبرى لتنفيذ مخططها المسموم فى تفتيت وهدم مصرنا العزيزة. ورغم كل هذا كان الله نصيرا لنا، فهو وحده الذى انقذنا من هذا المصير المظلم، وهو الذى ألهم الرئيس السيسى انقاذ مصر، فقدم نفسه قربانا لها وتضامن معه الشعب، فكان التوفيق من عند الله. وأنا واثق ان الله سبحانه وتعالى لن يتركنا، وسيكون معنا فى هذه الكارثة التى حلت بنا.

الحرص واجب، اما الافراط فى الحرص أمر غير مستحب، لابد ان نترك الامور تسير على طبيعتها حتى لا يحدث ارباك أو بلبلة بين المواطنين. دعوا الطلبة تعود إلى مدارسها وجامعاتها، فإن كان الله سبحانه قد قدر ان يتفشى هذا المرض بين ابنائنا، فإن عدم ذهابهم إلى المدارس والجامعات لن يحول دونه، ولا ننسى ابدا ان هناك دولا كبرى سبقتنا فى التقدم ورغم ذلك فإن المرض تفشى لديهم اكثر منا.

اعود واقول.. صحيح ان الحرص واجب، ولكن يجب اولا وقبل كل شيء ان نعمل على زيادة الوعى لدى الناس – خاصة فى المناطق الشعبية والريفية – بخطورة هذا المرض، وكيفية الوقاية منه، وان نفوض امرنا لله، فالله سبحانه وحده القادر على ان ينجينا من هذا الوباء، فإن الله هو.. الرحمن الرحيم.

وتحيا مصر