عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

علشانك يا مصر

خلال الأيام الثلاثة الماضية تعاملت الحكومة مع الأحداث والكوارث الطبيعية بمنتهى الحكمة، والعقل،لم تحدث من قبل.

عندما أعلن الدكتور مصطفى مدبولى أن يوم الخميس إجازة لكل العاملين فى الدولة، خرجت علينا مجموعة من العابثين على مواقع التواصل الاجتماعى وكل واحد منهم فسر هذا التصريح على هواه، منهم من قال إنه من أجل فيروس كورونا، ومنهم من قال إن الدولة «مش عارفة تاخد قرار وتعطينا الكارثة جرعة جرعة».. مع العلم أن تصريح رئيس مجلس الوزراء كان واضحًا أن مصر تتعرض إلى عاصفة رملية ورعدية ومطرية وأن الدولة تخشى على مواطنيها وتحافظ عليهم حتى لو كلفها الأمر مئات الملايين من الجنيهات. وأثبتت الأيام القليلة الماضية أن كلام الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء كان على حق وأن الدولة تخشى وتخاف على مواطنيها وهذه حقيقة كانت غائبة فى الماضى.

أثبتت الدولة أنها تتعامل مع المواطن بشكل مختلف جدًا؛ ففى العهود السابقة كان المواطن درجة عشرين المهم أركان الدولة والباقى «طز».

ما لفت انتباهى أن الحكومة فى الشارع والمحافظين يتابعون عربات رفع المياه من الشوارع، ولم يمكث محافظ فى مكتبه وخرج منه إلى الشارع، مثله مثل عامل النظافة كتفًا بكتف، والمواطنون فى منازلهم اشتروا بملايين الجنيهات لب وسودانى واتفرجوا على الأمطار وعلى الشوارع مباشر من خلال المحطات الفضائية.

الأهم من هذا كله أن جماعة «القلش» و«المتنطعين» لم يفتحوا أبواقهم القذرة تجاه الحكومة فلم يجدوا أى قصور فى التعامل مع الأزمة الطارئة لأن مصر تعاملت معها مثل الدول الكبرى عندما تتعامل مع أشد الأزمات وأعتقد أن الأزمات والكوارث الطبيعية هي أصعب ما يواجه أى حكومة.

شاهدت رجال الشرطة فى الشوارع منذ الساعات الأولى من صباح الخميس الماضى عندما اضطررت للمرور من ميدان المطرية ثم شارع المخابرات إلى ميدان كوبرى القبة ولم أجد فى الشوارع حتى الميدان سوى رجال الشرطة من أعلى القيادات إلى أصغر جندى واقفين فى الشوارع يتابعون عددًا قليلًا من السيارات رغم أن المتابعة لا تحتاج إلى هذا العدد الكبير من الضباط المحترمين، ولا أنافق أحدًا ولا أعرف النفاق - الحمد لله - لكن أنقل الواقع الذى شاهدته لأن مهمتى الأساسية نقل الواقع دون تحيز أو تحريف، وعندما ذهبت إلى مقر جريدة الوفد لإعداد صحيفة الجمعة مع الزميل وجدى زين الدين رئيس التحرير والزميل محمود غلاب وعدد من الزملاء الذين أثروا على أنفسهم أن يتحملوا مشقة وعناء الخروج فى هذا الطقس السيئ رغم تحذيرات الحكومة، وعندما قمنا بإعداد الصفحات بالتغطيات الصحفية التى قام بها عدد كبير من الزملاء وخاصة مراسلى صحيفة الوفد فى المحافظات لفت انتباهى التواجد الكثيف لرجال الشرطة وهذا التواجد لم نشهده من قبل وأبرزنا دور الدولة على جميع المستويات وهذا واجبنا، وإذا وجدنا أى قصور فى أى إدارة كنا سنتصدى له ولكن لزاما علينا أن نقول الحقيقة. وعندما تحدثت مع ابنى الدكتور أمجد عن دور الدولة وما قامت به تجاه إعصار التنين والاستعدادات قال لى: الدولة كلها تقوم بواجبها؛ المستشفيات جميعها على أتم استعداد لمواجهة حالات الطوارئ والأطباء جاهزون فى كل الأوقات.. قلت له أنتم جزء من الدولة ولا تنفك عن بعضها البعض والدولة تحترم كل من يعمل لصالح الوطن والمواطن.

جاء ما لم يتوقعه أحد أن فى اجتماع الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء مع الوزراء طالب المواطنين بأن يلتمسوا العذر للحكومة عند الحاجة لتخفيض ضغط المياه أو قطعها تمامًا فى بعض المناطق - سبحان الله - الحكومة المصرية تعتذر لمواطنيها بعد أن كانت فى وادٍ والشعب فى وادٍ آخر، كنا نصرخ من انقطاع الكهرباء والمياه وغيرهما من المشاكل ولا أحد يعيرنا اهتماما.. وكانت الحكومات السابقة تتركنا نصرخ ونصرخ ولا مجيب.

أما الآن بعد أن اعتلى عبدالفتاح السيسى رئاسة مصر والوضع اختلف تماما.. أصبح هناك اهتمام غير عادى للمرة الأولى للمصريين المقيمين خارج البلاد.. وخير دليل على ذلك إجلاء المصريين المقيمين فى مدينة ووهان الصينية على نفقة الدولة.. ومتابعة أى مشكلة لأى مصرى فى أى مكان فى العالم والعمل على حلها فورًا وهذا لم يكن فى السابق، كانت السفارات والقنصليات المصرية فى أنحاء العالم لا تهتم بالمواطنين وكان لها أعمال أخرى غير عملها المنوط بها..

الآن الوضع اختلف على جميع الأصعدة والمستويات أصبح المصرى له شأن وقيمة رغم ما يواجهه من صعوبات إلا أنها تواجه من الدولة بقوة من أجل المواطن.

الآن أستطيع أن أقول وأعلن للعالم أن مصر دولة قوية وذات سيادة.. دولة كل ما يهمها ابنها المواطن، تعمل جاهدة من أجله، أجهزة الدولة مسخرة من أجل المواطنين. ربما هناك بعض القصور فى بعض الإدارات يقابله إهمال من بعض المواطنين، ولكن أعتقد أننا نسير على الطريق السليم.. ويحق لنا أن نعلن أننا نفتخر بمصريتنا وبرئيسنا.