رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ع الهامش

 

 

بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على تفشى فيروس كورونا المستجد (كوفيد19) فى إقليم ووهان الصينى, وانتشاره، فى أكثر من 100 دولة حول العالم، وهو ما دعى منظمة الصحة العالمية أن تعتبره وباءً عالميًا, وعجز الأطباء عن توفير مصل واقٍ، أو دواء ناجع، والحيرة التى أصبح الناس يعانون منها، أن بعض الأطباء يُهون من أمر «الكورونا» ويصفها بأنها فيروس تافه، يصاب به الإنسان ويشفى دون أن يدرى بفضل جهازه المناعى، وبين من يحذر أن الفيروس تحور عما كان سابقًا وأصبح أكثر شراسة بدليل انتشاره السريع، وهو ما دعا بعض الدول لتقييد حركة السفر داخليًا وخارجيًا، بل وفرض حجر صحى على مدن بكاملها والدولة بكاملها (إيطاليا)، فى محاولة لمحاصرة المرض، فى بؤرة محددة، لنقص الإمكانيات الطبية والمالية فى حال تفشيه.

حالة هلع اقتصادية بعد اهتزاز المارد الاقتصادى الصينى الذى يمد العالم بكل ما يحتاجه من السلع، ومن غير المعلوم متى يستعيد عافيته، وأيضًا تراجعت البورصات العالمية وانهارت الأسهم، واختفت تريليونات الدولارات من أسهم الشركات العالمية الكبرى، وتراجع أسعار البترول لمستوى قياسى بلغ 25 دولارًا للبرميل، وهو ما لم يصل إليه منذ ثلاثين عامًا إبان حرب الخليج، وتولت حالة من الإحباط لدى البعض وذهب إلى أن «الكورونا» هى علامة من علامات الساعة الكبرى!

الأوبئة قديمة منها «الطاعون» الذى ضرب أوروبا والعالم فى الفترة من (1347– 1350) تسبب فى موت ما بين (75 مليونًا إلى 100مليون شخص) أى حوالى ثلث البشرية فى ذلك الزمان، وأشار بعض المؤرخين إلى أنه كان عقوبة إلهيّة بسبب كثرة الخطايا. وحصد ذلك الوباء فى مصر نحو 200 ألف شخص، وعاشت مصر مرارة وباء «الكوليرا» لثلاث مرات متعاقبة أولاها فى أغسطس عام (1883)، وتم القضاء على المرض وبلغ عدد ما خلفه من خسائر بشرية يقدر بـ40 ألف ضحية، وعاود وباء الكوليرا الظهور مرة ثانية عام (1902) وقضى على أغلب جنود الاحتلال الإنجليزى فى معسكر التل الكبير، ثم انتقل إلى بلدة القرين بمحافظة الشرقية، ثم انتشر فى جميع أنحاء مصر، وخلف 35 ألف حالة وفاة، وفاجأ الوباء المصريين بظهوره مرة ثالثة عام (1947) وأدى إلى وفاة نحو 20 ألف حالة. ومؤخرًا كنا نعانى من تفشى فيروس (سى) الذى دمر أكباد المصريين.

إن آجلًا أو عاجلًا ستنقشع «الكورونا» ذلك الكائن الضعيف الذى لا يرى إلا بالمجهر، والذى أرعب البشرية كلها، وخطف أرواحًا، ودمر اقتصادات، عندها شعر البعض بأنه كائن ضعيف، ويستغيث بخالقه أن يرفق به من هذا الابتلاء, فهو بمثابة إنذار للإنسان أن يتواضع قليلًا، فالفيروس لا يفرق بين غنى أو فقير، عالم أو جاهل، يؤمن بديانة أو ملحد، ذلك المخلوق الذى ظن أنه بلغ مرحلة عظمى من الُرقَى الحضارى لم يصل إليها من قبل، وباستطاعته أن يطوع أى شىء على الأرض لصالحه، ويَسع لاستعمار الفضاء وأعد جيوشًا فضائية، وقف عاجزًا ينتظر رحمه الله أن يلهم أحد عباده علاجًا ناجعًا, ونذكر أنفسنا بقول الله عز وجل: وما أوتيتم من العلم إلا قليلًا.

 

[email protected]