رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

 

إذا كان العالم كله يعانى من مصيبة بسبب فيروس كورونا.. فللأسف مصر تعانى من مصيبتين.. فيروس كورونا مثلها مثل كل الدول.. ويزيد عليها مصيبة الموقف الاثيوبى العدائى تجاه مصر فى موضوع سد النهضة..!

ولا شك أن الموقف الأثيوبى المتعنت فى سد النهضة يثير الحيرة والريبة.. ويؤكد أن الموضوع أكبر بكثير من مسألة حماية مصالحها أو حقها فى التنمية.. وأن هذه العدائية الشديدة المعلنة بصراحة وبلا خجل إلى حد الكراهية للدولة المصرية والشعب المصرى.. لا علاقة له بالحق الأثيوبى فى التنمية خاصة أن مصر متفهمة ذلك وأعلنت ذلك ووقعت على ذلك.. وفى المقابل يعرف السياسيون الأثيوبيون، ولا أقول الشعب الأثيوبى، أن نقص مياه النيل هو كارثة الكوارث على الاقتصاد المصرى، زراعياً وصناعياً، وعلى كل اشكال الحياة فى مصر، ويمكن أن يؤدى إلى مجاعات وموت وفقر وخراب بيوت ملايين المصريين.. ورغم ذلك مستمرون فى المماطلة والكذب والخداع والتنصل من كل اتفاق أو وعود.. ويواصلون سياسة الرفض لكل المقترحات السياسية والعلمية والفنية، وكل الوساطات الإقليمية والدولية منذ أن بدأت المشكلة وحتى الان.. وهناك اصرار على تجويع وتركيع مصر بلا مبرر واضح حقيقى..  ولا أعتقد أن مثل ذلك حدث بين دولتين إلا فى حالة الحروب حيث يحاول كل طرف أن يهزم الآخر بشتى الطرق والوسائل.. ولكن أيضا بشرف.. ولا أعتقد أن موقف السياسيين الأثيوبيين فيه شيء من شرف الخصومة !

فما هى القوة التى يستند إليها حكام اثيوبيا فى رفضهم لكل الحلول والمقترحات فى مشكلة السد؟.. خاصة وأن الخلاف ليس على وجود أو عدم وجود السد من أصله بل على سنوات الملء فى السنوات العادية أو الجفاف.. وغير ذلك من مشاكل فنية لا تمنع ابدأ الجانب الأثيوبى من استكمال السد والاستفادة منه فى تنمية بلادهم.. وهو ما يؤكد أنهم مدفعون دفعاً لإثارة معركة مع مصر وتهديدها وإجبارها على الدخول فى دوامات لا معنى لها ولا طائل منها سوى زيادة المشاكل التى تعانى منها اثيوبيا قبل مصر.. وأكاد اجزم أن حكام اثيوبيا لا يريدون التنمية للشعب الأثيوبى.. وأنهم يصّعدون الخلافات مع مصر حول سد النهضة ويناصبونها العداء بشكل سافر لأسباب فى نفس « يعقوب» الأثيوبى.. ومن ورائه!

إن مصر.. وشعبها من أقل دول العالم عداء للدول والشعوب الأخرى، ولا يعرفون الكراهية.. ويتقبلون بكل اريحية كل شعوب العالم مهما اختلفت اشكالهم ودياناتهم واجناسهم.. وتستقبل بكل الود والحب كل شعوب العالم.. حتى أن موقف مصر وشعبها من الدول المعادية المغتصبة لحقوقها واراضيها.. يعتبر نموذجاً إنسانياً راقياً.. ففى ايام نسيت ونسى شعبها الاحتلال الإنجليزى الذى دام 70 عاماً، وقامت بمبادرة للسلام مع أسوأ دولة مغتصبة لحقوق الاخرين فى العالم.. فكيف يتورط شعب اثيوبيا فى الشروع فى قتل شعب آخر لم يناصبه العداء يوماً.. وربما سيضطر يوماً للحياة فيه؟

[email protected]