عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

هناك دول بحكم قواعد وضرورات الجغرافيا لابد أن تظل فى دائرة الدول الصديقه لنا حتى وان كان الواقع يطفح بمشكلات معها بين الحين والحين.. من هذه الدول اثيوبيا والسودان، واليوم دعونى أتناول علاقتنا بإثيوبيا وضرورات الوفاق مع هذا البلد ليس رضوخا لحاجتنا لحصتنا من مياه النيل، لأنه لا النيل ولا مياهه شأن إثيوبى،  وانما هو ملك وشأن دول حوض النيل مجتمعة.. ولكى نبنى علاقات جيدة ونافعة يحرص على استمرارها الاثيوبيون كما المصريون وأكثر فليس أمامنا الا أن نتحلى بشيء من الوضوح فى فهم الشأن الإثيوبي. نحن وعلى كل المستويات الشعبية والرسمية لا نعرف إثيوبيا ولا عن إثيوبيا ما يكفى للتعامل مع هذا البلد بما يتناسب مع أهميتنا له وأهميته لنا.. فى عدد مايو 2012 نشرت مجلة فورين أفيرز تحت عنوان «سد نهضة الإثيوبي» عن حقائق كثيرة من المهم جدا لنا كمصريين أن نتعرف عليها لكى لا تأخذ البعض الرعونة وحمق التقدير الى حيث لا نحب ولا نتمنى.

 وقبل استعراض التقرير يهمنى الاشاره الى أن فورين أفيرز «هى مجلة أمريكية تصدر كل شهر عن مجلس العلاقات الخارجية، وهو خلية تفكير مستقلة متخصصة فى السياسة الخارجية» هناك تنمية حقيقية فى إثيوبيا من منتصف التسعينيات، وفى المقابل  ومن مطلع السبعينيات وحتى سقوط مبارك وعصره كنا نتعامل مع اثيوبيا باستعلاء لا مبرر له خاصة فى العقد الأخير من حكم مبارك.. غابت مصر عن إثيوبيا سياسيا من مطلع التسعينيات وقت تسلم « ميلس زيناوي» رئاسة اثيوبيا حتى عام 1995 ثم رئيسا للوزراء من 1995 وحتى وفاته  فى 20 أغسطس 2012.

ووفق تقرير فورين أفيرز - عدد مايو 2012 - وضع زيناوى خططا طويلة الأمد تهدف إلى إقامة آلاف المزارع الصغيرة والصناعات المتوسطة القائمة على الزراعة،‏ ثم تحويلها إلى اقتصاد صناعى زراعى بربطها مع الموارد الطبيعية ومع القطاعات النامية الأخرى مثل البناء والتشييد والأسمنت والتعدين والمنسوجات، بما سمح لإثيوبيا بتحقيق نمو أكثر من‏11%‏ في‏2012، وعلى مدار‏10‏ سنوات متتالية‏،‏ وحسب الخطة‏،‏ فإن القطاع الزراعى سيكون هو الرائد بحلول‏2015،‏ انتهاء بأن أصبحت إثيوبيا تصدر بما قيمته ‏4‏ مليارات دولار تقريبا في‏2011-2012، اعتمدت فيها على صادرات الذهب والبترول والبن حيث إنها أكبر مصدر للبن بقيمة‏841.7‏ مليون دولار‏.‏

وفى التعليم‏، كانت نسبة الأطفال الذين يلتحقون بالتعليم في‏20,1991%‏ من إجمالى عدد الأطفال وصلت اليوم إلي‏95%‏ بإجمالى عدد ‏20‏ مليون طفل في‏21000‏ مدرسة إعدادية وثانوية‏،‏ و‏31‏ جامعة وأكثر من‏ 60‏ كلية خاصة‏، ‏‏وزادت شبكة السكك الحديدية بمقدار‏1200‏ ميل‏،‏ بما سمح لإثيوبيا بمدها إلى ميناء لامو الذى اكتشف فيها البترول والقريب الحدود مع كينيا‏،‏ بإجمالى تكلفة تصل إلي‏23‏ مليار دولار‏، وكل ذلك أدى حسب الخطط التى وضعها مليس زيناوي‏،‏ إلى أن تتحول إثيوبيا بحلول‏2025‏ إلى دولة ذات اقتصاد متوسط الدخل بالمعايير العالمية.

وحسب التقرير فإن إثيوبيا لديها‏2‏ مليون مهاجر يعيشون فى الخارج أرسلت لهم سندات للمشاركة فى بناء سد النهضة‏،‏ أقل قيمة للمشاركة فيها بمبلغ‏50‏ دولار‏ا، وكان ميليس زيناوى يحرص على مقابلة كل من يأتى منهم إلى إثيوبيا وعلى مدى ست سنوات متتالية،‏ كان معدل النمو السنوي‏10%‏ بسبب تشجيع القطاع الخاص. وتعتبر الهند من أكبر المستثمرين فى القطاع الخاص فلها ‏250‏ شركة بإجمالى استثمارات‏4.35‏ مليار دولار‏، فى مجالات الزراعة وتكنولوجيا المعلومات، وفى النسيج هناك مجموعة أيكا التركية التى تستثمر فى صناعة القطن، والملياردير السعودى الإثيوبى الشيخ العمودى اعتبر إثيوبيا قاعدته الإفريقية بـتأسيس مجموعة ميدروك التى تستثمر‏74‏ مليون دولار بينما تستثمر مجموعة ديربا‏3.4‏ مليار دولار ويكفى أن تقرير البنك الدولى في‏2011‏ بعنوان دعوة إلى إقامة أنشطة تجارية‏، يعتبر إثيوبيا أفضل من بعض دول البريكس‏.‏

 سد النهضة  مقدر له انتاج ‏5.250‏ ميجاوات والذى تبنيه شركات المقاولات الإيطالية وتمويل صيني. هذه هى إثيوبيا التى لايعرفها الكثير من دعاة الصدام مع بلد يمكن أن تكون العلاقات الجيدة والمستقرة معه بمثابة نيل جديد من المنافع المتبادلة.