رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام

33 عاماً تمر على تحرير سيناء وتطهيرها من رجس ونجاسة الصهاينة الإسرائيليين، ورغم مرور ربع قرن من الزمان على هذا التحرير مازال الكثيرون لا يعرفون عن سيناء إلا بعض الجغرافيا وشئ من التاريخ.. ولم تتح الفرصة للملايين من الشباب أنْ يزوروها ويشموا رائحة الدماء الذكية التى سالت على أرضها؛ دفاعًا عن مصر من المعتدين، منذ فجر التاريخ الذى لا يعلمون عنه الكثير.

ومنذ أن استقبلنا سيناء بالأحضان بعد اغتصاب، وغنينا «بالأحضان بالأحضان يا سينا»، لم نقدم لها غير الحب، من بعيد لبعيد، والحبُ وحده لا يكفى، ولم تلق سيناء اهتمامًا رسميًّا مُناسبًا.. ففى 13 أكتوبر 1994، أعلنت حكومة الدكتور عاطف صدقى عن «المشروع القومى لتنمية سيناء» وهو أكبر مشروع مُتعثر فى تاريخ مصر. وفى سبتمبرمن عام 2000، أعادت حكومة الدكتور عاطف عبيد رسم استراتيجية التنمية الشاملة لسيناء، لتضمَ لها محافظات القناة، وكأننا قد فلحنا ونجحنا فى تنمية سيناء بالفعل!!. وكان من المخطط لتنفيذ مشروع التنمية، إنفاق 110.6 مليار جنيه على مدار 17 عامًا من عام 1994وحتى عام 2017، منها 64 مليار جنيه لمنطقة شمال سيناء، و 46.6 مليار جنيه لمنطقة جنوب سيناء، لتنفيذ مشروعات عديدة فى الشمال والجنوب فى مجالات البنية التحتية والخدمية والصناعية والتعدينية والسياحية والزراعية. ولو تم تنفيذ هذا المشروع ــ المُتعثِّر ــ لصارت سيناء أكثر تنميةً من الوادى والدلتا..

ولأهمية سيناء التاريخية والجغرافية، ولكونها بوابة مصر الشرقية، وعلى أرضها دارت معارك ضد الغزاة والمحتلين، كان يجب أن تلقى اهتمامًا أكثر وأكبر، بدلًا من هذا التجاهل والإهمال، وكان لا بد أنْ ننظر إلى تنمية سيناء نظرة مُختلفة، فالتنمية عمومًا ليست أبدًا مجرد مشرعات تُدِرُ دخلًا، يُضاف للناتج القومى. والتنمية فى سيناء لها وضعها الخاص، لابد وأن يكون مفهومها الخاص. وما أُنشِئ فيها من بعض المشروعات السياحية فى الجنوب، ليس هو التنمية المطلوبة والمُستحَقَّة لمنطقة مساحتها تُعادِل مساحة دولة..

وسيناء التى نحتفل بعيد تحريرها اليوم لا أحد يتذكرها إلا فى المناسبات، حتى صارت نسياً منسية.. وآن الآوان أن نُدرك أنَّ تنميتها وتعميرها هو فى صالح مصر عمومًا، ويُوفِّر علينا مليارات ننفقها لمواجهة أعدائنا على أرضها، ولو أنَّ سيناء عامرة ما أنفقنا على الحروب فيها كل هذه المليارات، وما سالت على أرضها كل هذه الدماء.. سيناء أهم بكثير جدًا من مشروع لازدواج القناة ـــ رغم أهميته ــ  وكان لابد وأن تكون على رأس أولويات الرئيس الجديد، ونحن فى مرحلة جديدة، أضحت سيناء فيها مأوى للإرهابيين..