رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

لم توف حقوقها بعد، ولو بعد حين.. سنظل مقصرين، مقصرين تمامًا فى كتابة سطور قصتها العابرة للأجيال، وفى يومها، يوم المرأة العالمى يستوجب بعض من العرفان للمرأة المصرية.

لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو فضل، تستاهل المرأة المصرية فى يومها هذا، فى وطنها هذا، فى شعبها هذا، امتنانًا وعرفانًا بفضلها وصبرها وإخلاصها وهى تجاهد بجلد الصابرين فى زمن صعيب.

المرأة المصرية لمن خبر قلبها، عفية عفيفة قوية قادرة وصابرة، وفية لرسالتها على مر الزمان، لله در الكمال الفضليات فى يومهن، أجمل الأيام.. عظيمة المرأة المصرية من ضلع شعب جبار من معدن نفيس، من سبيكة نادرة من الوفاء والإخلاص والصبر.

المرأة المصرية عبر الزمان حالة تستأهل التوقف والتبين، توقفا أمام جميلها فوق الرءوس، وانحناء أمام عظمتها المتجسدة آيات.. بنت النيل وعروسته الجميلة كان ياخذ من روحها حياة يروى بها الارض العطشى لماء الحياة.

بنت الأكرمين، المرأة المصرية لمن خبر معدنها الأصيل، أصيلة بنت شعب أصيل، تعرف أين تقف فى طريق الحياة، فطرتها سليمة، وبوصلتها واضحة، وأقدامها ثابتة، ورايتها مرفوعة، ورأيها من دماغها، ودماغها ناشفة فى الحق كحجر الصوان، ويترقرق قلبها فيتفجر منه أنهار المحبة، لسانها يدعى وقلبها يستغفر.

المصرية العظيمة، بالأساس بنت مصر الطيبة، حاذقة تميز الطيب من الخبيث، وتحب الحب فى أهله، وتستشعر الكره من أهله، وتأنف الكذابين، وتلفظ المتجبرين، نبيلة بنت نبلاء، شريفة بنت شرفاء، ولا تزال الفضليات المصريات قابضات على جمر الوطن، صابرات محتسبات الزوج والولد فى حب الوطن.

تضرب الأمثال جميعًا، نموذج ومثال، راضية بالقسمة والنصيب والمقدر والمكتوب، وشعارها «اللى مكتوب على الجبين لازم تشوفه العين»، وياما شفت أحزان يا عين، وأم الشهيد تفرح بالشهيد، فى حضنها تضمه، وتزغرد تزفه إلى الجنان، وتلبس الأبيض فى جنازته، وتتلقى التهانى والتبريكات، لا تنكسر أبدًا.

لا أتحدث عن السيدة المعجزة، بل عن سيدة طيبة قوى، حنينة قوى، شاطرة قوى قوى، زكية جدًا، وعفية جدًا، فك شفرة المرأة المصرية تحتاج إلى قراءة كتاب لم يكتب بعد، فك طلاسمها يحتاج إلى قاموس لم يتوفر عليه أحد بعد، وتفكيك حالتها أعتقد يتطلب «كونسلتو اجتماعي»، لأنها كاملة من الكمال ترفض الخطأ والخطية والخيبة القوية، وفى فن العديد قوالة، وفى الأمثال مالها مثال، هى مضرب الأمثال..

مثلها مثل شجرة «توتة» عتيقة على ساقية ظليلة تطعم الجائع ويستظل بها الشقيان، وضحكتها ما شاء الله مجلجلة، تزغرد فى وجه الزمان، وتغنى يا صباح الخير ياللى معانا، وإن أحبت عشقت، وإن عشقت تعشق قمر، مفطورة على الصبر، وحزامها على وسطها فى قلب الأرض، ولا عمرها اشتكت ولا قال آه.

فى يومها وايامها نحسن اليها حبا مستحقا، أحسنوا لمن أحسنت إليكم، حسنة لا يتبعها أذى، وما جزاء الإحسان إلا الإحسان، شتان بين امتنان جيل الآباء وجحود بعض جيل الأبناء، بين احترام الأجداد للأمهات ونفور نفر من الأحفاد من فضيلة العرفان، يقينا لا يستويان، رزقنا بنفر من الأبناء الجاحدين لا يعرفون فضل المرأة التى هى الام والأخت والزوجة والابنة، ويتنابز بسب الأم، ويلوك سيرة الأم، ومعلوم «اللى من غير أم حالته تغم»، وقالوا فى الأمثال «اليتم يتم الأم».

جيل عجيب وغريب، وكأنهم شياطين، متسلطين على المرأة المصرية، فى جاهليتهم يعمهون، للأسف يخرج من بين ظهرانينا «ولاد حرام» يحطون من شأن من رفعتها الرسالة المحمدية إلى عنان السماء، للأسف إهانة الأم على الحوائط الفيسبوكية، وفى المنتديات الشبابية صارت بضاعة يجول بها نفر من الأغوات مازحين لاهين عابثين، ويمعنون بجهل فاضح ويتترون فى وحل أنفسهم، وينصبون أنفسهم قيّمين على أم عظيمة علّمت العالمين.

 بوركت سيدتى وبارك الله من أكرمك، وفى عيدها قبلة على رؤوس الأحياء منهن، ووردة حمراء على قبور من قضين وهن وجافات على الأبناء.