رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

 

 

 

عندما ترى هذه السطور النور، سوف يكون الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، قد عاد من بروكسل حيث مقر الاتحاد الأوربى، وحيث كان قد ذهب يطلب الحديث مع قيادة الاتحاد حول اللاجئين والمهاجرين.. ولم تكن هذه هى المرة الأولى من جانبه!

وقد استبق هو زيارته بإطلاق تصريح فى مؤتمر لحزب العدالة والتنمية الذى يرأسه، قال فيه إنه يريد الخروج من الاجتماع مع القيادة فى العاصمة البلجيكية بنتيجة مختلفة.. قالها هكذا دون أن يحدد بالضبط ما هو شكل هذه النتيجة المختلفة التى يريدها؟!

ولم يشأ المستشار النمساوى سبستيان كورتس أن يدع هذا الغموض فى الحديث من جانب أردوغان يمر، فقال صراحةً إن الرئيس التركى يبتز أوربا بورقة واحدة هى ورقة اللاجئين والمهاجرين، وإنه حصل على الكثير من الأموال من الاتحاد لرعاية كل لاجئ وكل مهاجر على أرض بلاده! وهذا صحيح تمامًا.. لأن أى مراجعة لبدايات المأساة السورية، سوف تكشف عن أن تدفق اللاجئين السوريين فى اتجاه الأراضى التركية قد اقترن بحصول الحكومة فى أنقرة على سبعة مليارات يورو، وسوف تكشف المراجعة أيضًا عن أن اضطرار الاتحاد إلى دفع هذا الرقم الضخم، لم يكن لوجه الله، ولا كان من أجل سواد عيون أردوغان، ولكنه كان فى مقابل شيء محدد هو أن تحتفظ تركيا باللاجئين والمهاجرين على أرضها، وألا تفتح أمامهم الحدود فى اتجاه أوربا!

وقد كان هذا ضمن اتفاق مكتوب ولم يكن كلامًا مرسلًا أو شفهيًا!.. ولكن الحكومة التركية لم تحترم ذلك، لأن شهية أردوغان إلى المزيد من المال لا تشبع.. وكانت النتيجة أنه عاد يلوح بالورقة نفسها من جديد، ثم تجاوز مجرد التلويح إلى اتخاذ خطوات على الأرض، بأن فتح حدوده مع بلغاريا ومع اليونان أمام عدد كبير من اللاجئين والمهاجرين، فتدفقوا إلى البلدين الأوربيين ومنهما إلى كل بلد أوربى!

وليس من المستبعد أن يكون أحد أهدافه من التصعيد الأخير فى أدلب شمال غرب سوريا، أن تهرب أعداد مضافة من اللاجئين والمهاجرين إلى أراضيه، وأن يستخدمهم بالتالى فى الضغط على أوربا كلها، وفى فتح خزائنها أمامه ليغترف منها ما يستطيع الحصول عليه!

ليس هذا مستبعدًا.. لأن تصعيده كان سابقًا بشكل مباشر على عملية فتح الحدود، ثم على المساومة التى لا يتوقف عنها مع الاتحاد فى بروكسل!

ورغم أن مصر استقبلت الكثير من اللاجئين والمهاجرين السوريين بالذات، إلا أنها لم تتعامل معهم على أنهم مهاجرون أو لاجئون، ولا فكرت فى إطلاقهم على جنوب أوربا عبر البحر المتوسط، وقد كانت تستطيع ذلك وكانت تستطيع التلويح بالورقة نفسها.. ولكنها لم تفعل.. وكان الفارق كالمسافة بين السماء والأرض!.. وهذا ما يجب أن نظل نذكره لعل العالم يميز بين الدولة المسئولة والدولة غير المسئولة!